الأستاذ عبد الكريم صار…. ربط دخول الإسلام في السنغال بالمرابطين غير وجيه
في إطار « برنامج أقلام وطنية » الخاص بمجموعة « وسطيون » استضاف الباحث الحسين كان فضيلةَ الأستاذ عبد الكريم سار لمدارسة كتابه الموسوم بـ(التاريخ السياسي للإسلام في السنغال) بتاريخ 04/01/2020م، وأهم ما جاء في الحوار هو:
أن الأستاذ عبد الكريم سار ولد في غانجاي قرب كولخ، وبدأ تعلمه على يد والده، وعلى عدد من العلماء، كما درس أيضا في القاهرة.
وفي إطار أنشطته الحالية فهو:
- مدير النشر في مجلة الوحدة الإسلامية الناطقة بالعربية.
- مدرس ومدير معهد الوحدة للدراسات الإسلامية من الروضة إلى الإعدادية.
- عضو مؤسس لمدرسة مشكاة الإسلام للشيخ إبراهيم جوب.
س- لماذا التاريخ السياسي للإسلام في السنغال بالذات وأسباب التأليف ؟
ذكر ما يلي:
- أن التاريخ امتداد للحاضر وجزء للمستقبل.
- التاريخ له بعدان :التاريخ كحدث ، والتاريخ كدراسة .
- هناك من صنعهم التاريخ، وهناك من صنع التاريخ.
- المقصود بالتاريخ هنا : محاولة التعرف على أسباب انتشار الإسلام في السنغال ودراسة التاريخ السياسي للإسلام في السنغال.
- الإسلام السياسي مصطلح فرض علينا ، إذ لا فرق بين السياسة والاسلام ، فالسياسة جزء من الإسلام.
س- ما هي الصعوبات التي واجهتموها في تأليف هذا الكتاب ؟.
- شعوب المنطقة لم تكن تدون الأحداث كما ينبغي، مما صعب مهنة التأليف لعدم توفر المصادر.
- قضيت 3سنوات في تأليف الكتاب.
- هناك حلقات مفقودة في تاريخنا؛ لأن الاستعمار هو من كتب تاريخنا « وفق ما يريد ».
- تفحص الروايات الشفهية المملوءة بالمغالطات، مما يستدعي إعادة استنطاق التاريخ وكتابته وفق مناهج علمية.
س – نريد لمحة مصغرة حول الكتاب لمن لم يسبق له الاطلاع عليه.
- يتحدث الكتاب عن الأحداث التي وقعت قبل دخول الاستعمار في السنغال إلى ما بعد الاستقلال .
- ما بعد الاستقلال منذ عهد الرئيس سينغور مروراً بعبد جوف ، وعبد الله واد ، وماكي سال وعلاقة كل منهم باللغة العربية والإسلام في السنغال.
س- ماذا ترجحون في مسألة اشتقاق اسم السنغال ؟
- السنغال ليس مشتقا من لفظة « سنغال » أي سفينتنا .
- الراجح عندي أن لفظ السنغال تحريف من « صنهاجة »
س- مسألة دخول الإسلام في السنغال كثرت الأقوال فيها ، فما موقفكم منها ؟.
- الإسلام كأخلاق كان موجودا قبل دخول الإسلام في السنغال بل وفي المنطقة.
- أما دخول الإسلام كعقيدة حدث في فترة زمنية.
- لا ارتباط بين دخول الإسلام واللغة العربية في السنغال ، وإن كان دخول الإسلام قوى وجود اللغة العربية .
- وأما ربط دخول الإسلام في السنغال بالمرابطين غير وجيه ، بل سبق الإسلام في السنغال وجود هذه الحركة.
– أن دخول الإسلام في السنغال مراحل متكاملة ويصعب تحديدها ، وللتجار نصيب الأسد في إدخاله في السنغال.
س- موقع الإسلام من الخارطة السياسة بعد الاستقلال.
- موقع الإسلام من الخارطة السياسة بعد الاستقلال مرتبط بموقعه قبل الاستقلال.
- كانت هناك طبقات : طبقة الأسياد ، وطبقة الأغنياء، وطبقة الكادحين ، ولما جاء الإسلام وجدت طبقة المشيخة التي كانت تمثل تهديداً للاستعمار بخلاف الطبقات الأخرى ، وتمكنت هذه الطبقة من فرض وجود الإسلام في السنغال .
- وفي سبيل محاربة الإسلام استطاع الاستعمار بعد الاستقلال أن يترك أذرعه يتولون تنفيذ مشروعاتهم… ما يفسر استمرار المعركة لحد الآن.
• إضافة إلى ذلك فإن موقع الإسلام في الخريطة السياسة تشكلت وقف مراحل : - مرحلة المواجهة العسكرية
- مرحلة الدعوة والسلمية
- مرحلة الصحوة الإسلامية
– مرحلة حضور أبناء جيل الصحوة في الساحة السياسية.
س – ما تقييمكم لاختلاف أساليب المقاومة ضد الاستعمار ما بين المواجهة المسلحة والمواجهة بالدعوة والتربية ؟.
- لكل من الأساليب والمناهج مبرراتها.
- من حصاد الدعوة السلمية : أن ورثة هذه الدعوة لم يكونوا على المستوى المطلوب في خدمة المشروع الإسلامي، حيث أن الاستعمار قربهم فيما يخدم مصالحه.
س – مسألة تأخر دخول قبيلة السيرير في الإسلام.
- السيرير كانوا يقطنون في المناطق التي انتشر فيها الإسلام.
- أن السيرير كانوا يسكنون الشواطئ ومعظمهم مسلمون.
- أن السيرير والفلان اعتنقوا الإسلام جنبا على جنب ، والتاريخ يؤكد ذلك.
- ما ذكره البروفيسور إبدير تيام يصدق على جزء بسيط من السيرير وليس كلهم .
– أن السيرير كانوا يسكنون مناطق محمية من قبل الاستعمار حيث كان يرفض دخول شيخ فيها مما أدى إلى تأخر دخول بعضهم في السنغال.
س- ما تقييمكم للمشروع السياسي للسيد « ممد جاه »
• مما أدى إلى وأد المشروع السياسي للسيد ممد جاه:
- أن مشروع جاه هو نفسه مشروع إسلامي ليس في صالح الاستعمار.
- كان عنده مشاريع إسلامية عملاقة في مختلف أقاليم السنغال .
- لهذه الأسباب وغيرها تم اغتياله سياسياً
س – ما مستقبل اللغة العربية في السنغال بناء على تجاربكم في الميدان؟
- مستقبل اللغة العربية في السنغال هو مستقبل الإسلام.
- إن نظرة فاحصة لتاريخية هذه اللغة في السنغال وصمودها أمام الضربات الموجعة تدل على أنها ممكنة، ومستقبلها يبشر بخير.
س- ما هي تحديات الجمعيات الإسلامية في السنغال وكيف يواجهونها ؟
• التحديات مستمرة والحل ما يلي:
- الفهم العميق للواقع.
- عدم ربط الإسلام بالأشخاص وبالبيوت حتى لا نحمل الإسلام فشلهم.
- التعامل الرشيد مع الوسائل المستجدة .
س- أبرز ملاحظات القراء ؟ وهل عندكم مشروع تنقيح الكتاب وتطويره ؟ ومشاريع لتأليف كتب أخرى ؟
• الملاحظات أكثرها تشجيعية وردود علمية من:
- الحاج مصطفى سيسيه.
- إبراهيم محمود جوب
- ورسائل تشجيعية من قبل البيوتات الدينية ، والمفتشيات الأكاديمية، والجامعات ، بل حتى رئيس الجمهورية أرسل إلي رسالة شكر وتشجيع ، كما طلب وزارة الفنون ترجمة الكتاب.
- وهناك عمل جار في تطوير الكتاب والباحثين.
- وختاما شكر الأستاذ عبد الكريم سار مجموعة وسطيون، على حسن إدارتهم للبرامج القيمة وخدمتهم الجليلة للغة العربية.