مبادرة أخوية

(*)  محمد منصور انجاي

بمبادرة من فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله لام أمير جماعة عباد الرحمان ، و كرم الأستاذ فاضل غي رئيس مجلة الصحوة الإسلامية، و عريقته السيدة سودة جوب أم البنات و البنين، تم تنظيم لقاء ديني أخوي على شكل مأدبة غداء ظهر يوم السبت في فندق مأمون  » Les Residences Mamoune  » بحضور بعض من شباب الجيل الصاعد الوسطي.

افتتح اللقاء بعد تناول وجبة الغداء بكلمة من فضيلة الأمير الدكتور عبد الله لام شكر فيها الحضور و عبر فيها عن سعادته بهذا اللقاء الأخوي الذي هو الأولى من نوعه بعد تواصل دائم لمدة سنوات في عالم التواصل الاجتماعي، متحدثا عن الهدف من تنظيم هذا اللقاء.

هذا و أضاف فضيلته متحدثا عن أهم الزيارات التي أجرى بها على مستوى الشخصيات الدينية و الدعوية، و الأقسام المختلفة في المدن و المقاطعات التابعة للجماعة منذ انتخابه أميرا جديدا لجماعة عباد الرحمان لرصد آرائهم حول العمل الإسلامي في السنغال و القضايا الدينية و الدعوية المختلفة.

من جانبه شكر الأستاذ فاضل غي فضيلة الأمير على فكرة تنظيم هذا اللقاء الفريد من نوعه، و مبادراته الجميلة المتواصلة منذ توليه منصب أمير الجماعة، معبِّرا عن سعادته تجاه المواقف المشرفة التي تبنتها الجماعة في ظل الظروف السياسية الراهنة على الصعيد المحلي و الإقليمي.

و أضاف فضيلته مشيدا بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الجماعة لإكمال المشروع الإسلامي الذي بادر به السلف الصالح من أجدادنا، و جهودها في سبيل ترسيخ أواصر الأخوة الإسلامية بينها و بين البيوتات الدينية المختلفة في السنغال، مشيرا إلى أن العمل الدعوي الإسلامي في السنغال بحاجة ماسة إلى مواقف مشتركة من الحركات الإسلامية و البيوتات الدينية من أجل جمع الكلمة و توحيد الصف، مؤكدا أن ذلك يمكن أن يتحقق بفضل برامج الجماعة نظرا لما تتمتع بها من السماحة، و سعة الأفق، و قبول الغير و الرأي المخالف، متمنيا للجماعة و لقيادتها الجديدة دوام التوفيق و السداد و الثبات.

و في نفس السياق عبّرت أم البنات السيدة سودة جوب عن سعادتها بهذا اللقاء الذي دعا له فضيلة الأمير، و شكرتها على إتاحته لها فرصة المشاركة فيه، مطالبة من فضيلته أن يبذل كافة مجهوداته في تفعيل أعمال حركة النساء التابعة للجماعة، و جعلها أكثر انفتاحا أمام غير المنتسبات إليها، و السعي لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الدين، مصرّة على ضرورة تصويب الخطأ الشائع في المجتمع السنغالي حول مصطلح  » امْبُوكّْ – Mbokk  » و الذي يطلقه البعض من الملتزمين و الملتزمات على بعضهم دون غيرهم من اللذين لا يشاركونهم الفكر، و المنهج، و السلوك، موضّحة أن ذلك يتنافى مع روح التسامح ، و مبادئ الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الوسطية و الإعتدال، و أنه يلعب دورا سلبيا في تعميق الفجوة القائمة بين الدعاة الإصلاحيين و عامة الناس، كما يعمل في خلق نظرة دونية لدى البعض، و يوسع داء التفرق الذي عان الشعب السنغالي منه منذ عقود.

و على الصعيد نفسه، أكد الأستاذ شارنو كاه أن جماعة عباد الرحمان جماعة استمرارية لا هدامة، لأنها جاءت بمشروع إصلاحي شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا لإكمال مشروع بناء المواطن السنغالي الصالح الذي بدأه الأجداد، مشددا على أن تُظهر الجماعة الإنجازات الدينية المختلفة للمشايخ، مطالبا من فضيلة الأمير بضرورة وضع خطة عمل اقتصادي تمكنها من التمويل الذاتي، و تدعم نشاطات الجماعة الخيرية و الإجتماعية، و تزيد في استقلاليتها، مناشدا أن تستمر الجماعة في منهجها في نشر التسامح، و ترسيخ الحوار،و قبول الوأي المخالف، و نبذ العنف.

هذا و تناول الشاب محمد منصور انجاي الكلمة بعده حيا فيها مبادرة الأمير، و أبدى ثقته بشخص فضيلته في سبيل توحيد الصف و جمع الكلمة و تقريب الجماعات الإسلامية و البيوتات الدينية مؤكدا أن للأمير الكفاءات اللازمة لتحقيق هذا الحلم نظرا لما يتمتع بها من رؤية إصلاحية، و سعة في الصدر، و قبول لدى الجميع، مشددا على حتمية تقوية الجهاز الإعلامي للجماعة كي يُطلع على السنغاليين الأعمال الجليلة التي حققتها، و أهم إنجازاتها منذ إنشائها إلى يومنا هذا، و أشار إلى زيادة الاهتمام نحو الشباب، و وضع برامج مكثفة تذكرهم بمسئولياتهم تجاه الدين و الوطن، مصرّا على تفعيل البرامج التكوينية الإسلامية و العربية لشباب الجماعة نظرا لما يحدث من تدنّ في العلوم الشرعية و اللغوية لدى الكثير من أبناء قادة الجماعة، و تفوقهم أكثر في لغة مولير، و السهر على الاعتناء بالمظاهر العام لدى فتيات الجماعة ،( اللباس ) و تعبئتهن على التحديات التي تواجه الحجاب خاصة في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر الحجاب متمثلا في الموضة و الحجاب المُعَصرَن.

و في ذات السياق طلب الأستاذ الوالي بدر صو و هو من الشباب النشطين من الإمارة أن يوسعوا نشاطات الجماعة الدعوية على مستوى الأقاليم و القرى بعد أن نالت دكار و تياس نصيب الأسد منها على حد قوله، كما ناشد بضرورة المفاوضة مع المنشقين و المفصولين من أجل استعادتهم لتسيير أعمال الجماعة حتى لا يستفيد منهم أحدا من ذوي الاتجاه المعاكس.

و في ختام الجلسة شكر فضيلة الأمير الدكتور عبد الله الحضور، و أبدى لهم عن سعادته البالغة،و بهجته اللامحدودة تجاه ما سمعها من آراء، و مقترحات، و نصائح، و أكد أنه سيعمل على المضي قدما بالتعاون مع القيادة الجديدة و كل المتعاونين معه لتنفيذ الأعمال التي وُكّلت إليه، مطالبا الجميع أن يدعو الله بأن يخفف له هذا العبء الثقيل، و أن لا يحرمه أحد أبدا بالنصح أو التصويب، مؤكدا أن منصب الإمارة تكليف و ليس تشريفا و لذلك يدعو الجميع إلى التعاون معه للعمل من أجل إيجاد مجتمع إسلامي متحل بمكارم الأخلاق كما نُصّ في تصريح الجماعة من البند العاشر من أهدافها، مختتما اللقاء بالدعاء و التضرع إلى الله سبحانه و تعالى بأن لا يخيب الآمال.

Laisser un commentaire

Votre adresse email ne sera pas publiée.

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.