كتاب تحرير الأقوال في تاريخ السنغال للشيخ أحمد التجاني الهادي توري – عـــرض وتـــقــيــيــم- (1)

تشتمل الدراسة على المحاور الآتية:

1-         لمحة عن المؤلف .

2-         الكتاب: وصفا وموضوعا وأهميةً.

3-         أهم الأفكار الواردة في الجزء الأول، ويشتمل على المباحث الآتية:

أ‌-              المبحث الأول: فوت طور.

ب‌-        المبحث الثاني: جلوف.

ج‌-         المبحث الثالث: واله.

د‌-            المبحث الرابع: كجور.

ه‌-        المبحث الخامس: بوول.

4-         وقفات مع الكتاب.

5-         الخاتمة.

أولا- لمحة عن المؤلف:

هو الشيخ أحمد التجاني الهادي توري، ولد عام 1927م، في « كِبَمِير »، وتربى على يد والده الشيخ محمد الهادي توري، حيث تعلم عليه علوم اللغة والدين، وحفظ القرآن على يد الشيخ: هارون انجاي، وله دواوين شعرية ممتازة، وقصائد في كل البحور والقوافي.

ثانيا- الكتاب: وصفا وموضوعا وأهميةً:

1- فإن فكرة تأليف هذا الكتاب – كما ذكر المؤلف- كانت منذ 1960م، بمناسبة استقلال السنغال، لكن الارتباطات حالت دون إنجاز الكتاب في وقت مبكر، فلقد أنجز الكتاب بعد تنقيح وتحرير في 1983- أو 1984م، بطباعة المؤتمر الإسلامي.

 2- أسباب تأليف الكتاب: يمكن حصرهافي: الغيرة والوطنية والدينية، وعدم ترك الآخر يكتب لنا تاريخنا، السياسي منه للمستعمر، والديني للمستشرق.

3- من مشكلات تأليفه: قلة المراجع، وكثرة العوائق من ارتباطات وأشغال.

4- أسباب تأخير صدور مثل هذا الكتاب في السنغال، ترجع إلى ما يأتي:

أ‌-  قلة من يفهم العربية: فكان فهمها محتكرا في رجال الدين مثلا.

ب‌-  انشغالهم في تلك الفترة بالمعارك ضد الأعداء: الداخلية والخارجية.

ج‌-  الاعتقاد السائد أن التأليف في التاريخ مما تمس كرامة رجل الدين.

5- مصادر الكتاب: اعتمد المؤلف 3 أنواع من المصادر وهي:

أ‌-     الروايات الشفهية الشعبية، وذلك بعد غربلتها وتنقيحها.

ب‌-  الروايات المكتوبة: العربية والفرنسية، وبخاصة في المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء (إيفان IFAN).

ج‌-  القصائد الشعرية، مثل قصائد القاضي مجخت كل.

6- منهج المؤلف: اعتمد قواعد البحث العلمي، وإسناد الأقوال إلى أصحابها، واتسم بالحيادة والموضوعية، والنقد العلمي للروايات التاريخية، وترجيحها عند التعارض، وفحصها ورد ضعفيها وقبول صحيحها، فخرج الكتاب محررا ومنقحا.

7- موضوع الكتاب وأهميته: فالكتاب كما في عنوانه، يدور حول تاريخ السنغال قبل الاستقلال وبعده، حيث يضم في طياته ما يشفي غليل القارئ، ويطلع على السنغال جغرافيةً، وسلاطينها، وأخبار دولها وقبائله، والمعارك التي دارت فيها، والوضع الاجتماعي والثقافي والسياسي، والاستعمار الغاشم وسياسته، وأبرز الشخصيات التي لها دور في رسم الهيكلية التاريخية للدولة في مختلف جوانب الحياة: اجتماعية وسياسية ودينية وثقافية… بروح عالية من الموضوعية والدقة.

8- وصف الكتاب:  يصل عدد صفحاته إلى:500، ومقسم إلى جزأين، حسب طبعة دار المقطم بمصر، عام: 2009م، وهي الطبعة الوحيدة التي اطلعت عليها، تحدث المؤلف في الجزء الأول- وهو محل الدراسة – عن خمسة أقاليم وتنظيماتها الإدارية والسياسية، وأخبارها وملوكها، ومعاركها وأطوارها التاريخية، والحياة الاجتماعية السائدة، وتلك الأقاليم هي: فوتا طورُ، جُلوفْ، وَالُهْ، كَجُوْر، بَوُولْ.

  ثالثا – أهم الأفكار الواردة في الجزء الأول، ويشتمل على المباحث الآتية:

قسم المؤلف الجزء الأول – بعد تقديم عرض عام عن السنغال – إلى خمسة مباحث، تتفاوت طولا، وهي كالآتي:

1-  المبحث الأول:  فوت طور.

2-  المبحث الثاني:   جلوف.

3-  المبحث الثالث:   واله.

4-  المبحث الرابع:    كجور. ( أطول مبحث حوالي: 150 صفحة).

5-  المبحث الخامس: بوول.


عرض عام عن السنغال

1- اسم السَّنغال- السُّنُغال ( الرواية التاريخية عن سؤال البرتغاليين ).

2- السنغال قبل الاحتلال: مناطق وولايات، كل ولاية كانت تعتبر نفسها دولة مستقلة، مثل: فوتا، جلوف، واله، كجور، بوول، صين، سالم، كاسماس.

3- الخريطة الجغرافية: شبها برأس آدمي: عينه (اندر)، أنفه (الرأس الأخضر)، وفمه (غامبيا)، ولحيته (كاسماس).

4- نسبة المسلمين: في عام 1960م، كانت نسبة المسلمين 85 بالمئة، بينما تمثل المسيحسة والوثنية 15 بالمئة ([1]).

5- المناخ: معتدل، وفيها أربعة أنهار: نهر السنغال (1700كم)، ونهر غامبيا(850كلم)، ونهر كاسماس (300كم) ونهر سالم (130كم).

6- المزروعات: الأرز، الذرة، الفستق، والأنعام.

7- الأجناس واللغات: ولوف، تكلور، وسيرير، وسرخل، ومندنغ، جولا، صوص، بول، جاغنكة، ورسم حدود منطقة كل جنس.

8- وتناول المؤلف بعض الألقاب المحلية وشرح مدلولاتها، وهي كثيرة، نختار منها ما يلي:

لينغير: الملكة والأميرة/ دالي: كلمة لتحية الملك الجديد/ جاميريو: القضاة العدول الأخيار/ بنجنغ: جملة المتاع للتاج كأدوات الختم والتوقيع/ غير: أصحاب المروءة، والنزاهة والحياء/ نينو: الذين يكتسبون بالمتدح في المناسبات، وهم أقل حياء من غير/ لَمَنْ: سيد الأرض/ سنك: السيد/ جام: العبد/ تشدو: وله إطلاقات:

عند البولار: تشدو اسم أطلقوه على قبائل الولوف.

عند الولوف له إطلاقان: كل من ينتمي إلى الأسرة الحاكمة/أو أهل الجاهلية.

المبحث الأول:  فوت طور.

       1- حول التسمية:  » فوتا  » واحد من أولاد حام الأربعة: كوش، مصر، فوت، كنعان. و » طور » من طور سيناء- وقيل: جبل من جبال برقة بليبيا.

       ومعنى فوت طور: الابتعاد وترك عبادة الأصنام مع التوجه إلى الله تعالى([2]).

       2- الفوتوات الموجودة أربعة وهي: فوت ماسينا(مالي)، وفوت جالون(غينيا)، وفوت بوند (شرقي السنغال) وفوت طور.

       3- الموقع الجغرافي: تقع فوت طور في شمال نهر السنغال، وتمتد من الضفة الشمالية للنهر في موريتانيا إلى الضفة الجنوبية في السنغال إلى ماتم شرقا.

       4- ملوكها: كان يحكمها في الجاهلية الجبابرة من ملوك سلتغة ولمطور إلى 1776م، حيث قام المسلمون بثورة انقلابية بقيادة تيرنو سليمان بال…فلما توفي تولى الإمامة عبد القادر كان، وحكموا بالشريعة الإسلامية فسموا بألْمامِ ( الأئمة).

       5- ألمام عبد القادر قام بدعوة الملوك إلى الإسلام: مثل أمر انغون انديل « كجور »، فلما رفض الملك شن عليه الألمام حربا دون أخذ التدابير اللازمة فغُلِب جيش المسلمين، وأطلق دميل سراح الألمام بعد القبض عليه عملا بتقاليدهم.

6-  بعض شخصيات فوت طور: ولقد ذكر المؤلف بعض رجالها نذكر منهم:

أ‌-     صمب كلاج جينغ البطل الفروسي الذي لا يشق له غبار.

ب- الإمام المهدي والد أحمد الشيخ تال( التجاني)، وهو الذي لاقى لاتجور، بعد أن عزى كجور، واستولى على مناطق منها، حيث كان لاتجور في بوول فرجع لإنقاذ شعبه، فغلبه التجاني، وتآمر لاتجور مع الاستعمار ضد التجاني، مما أدى إلى شهادته في معركة صمب ساج عام 1875م.

ج- الحاج عمر الفوتي وفتوحاته، وهو والد الشيخ أحمد.

د- جغة عيش (مختار عائشة) مؤسس (كُكِّ) كان عالما مجاهدا من قواد جيش الإمام المهدي.

7-  المراحل التاريخية: مرت فوت طور بخمسة مراحل وهي:

أ‌-     دولة الفلانيين: 123-1524م.

ب‌-    مرحلة سلتغة: 1524- 1776م. عددهم(25).

ج‌-  مرحلة ألمام: 1776- 1881م. عددهم (51).

د‌-   مرحلة الفوضى: 1881- 1891م.

ه‌-  مرحلة الاستعمار:1891- 1960م.

المبحث الثاني:  جلوف.

       1- أصل التسمية: قيل اسم أطلقه عليهم البرتغاليون، وقيل: جلوف اسم رجل يسمى مندنغ استوطنها قديما ( قول جمهور المؤرخين).

2- مؤسس المملكة: هو انجاجان انجاي1240م، ظهرت الولوفية في فترة حكمه، كان جده من المرابطين، وقد حُرِّفَ مصطلح المرابطين إلى (Marabout)

3- الموقع الجغرافي: كانت جلوف امبراطورية تشمل جميع البلدان الولوفية من كجور، واله، باوول، سالم، وصين، ثم حدثت ثورة فاستقلت كل ولاية بنفسها.

4- ملوكها: كان الملك فيها وراثية إلى أيام الاستعمار، وكان يسمى الملك: بُورْبَ جلوف، وآخر ملوكها: أًلْبُر انجاي.

5- المعارك والغزوات: شهدت أرض جلوف عدة معارك نتيجة ثورات وانفصال بعض المماليك، مثل انفصال كجور عنها عام:1549م، ومن تلك الغزوات:

أ- غزى بورب جلوف(برم مجكين ندو) دميل كجور: ميس بيك، وبعد 6أشهر هاجمه دميل واستعاد عرشه وقتل بورب جلوف.

ب- ثم شهدت جلوف حروبا طاحنة نتيجة التدخلات العنيفة من الدول المجاورة: كجور، فوت؛ حيث دعا الألمام الجلوفيين إلى الإسلام، كما فعل الشيخ أحمد به التجاني، ومب جخ باه من نينو درب.

ج-  هجوم انتقامي من طنورب كنج (أخ التجاني) ضد ألبري زينب، وغلبه ألبري.

د- هجوم صمب لاوب على ألبر زينب (روايتان عن سبب الهجوم) بالتنسيق مع دميل: صمب لوب فال، فهزمهم ألبري، وفيه يقول القاضي مجخت كل:

فقالوا جموعا من صفوف عرمرم ***** لنــقـتـسـمـن مــال ألـــبــر والأهــــــلا

فتى صاح غيظا يوم بلغ صيحة ***** بها أيتم الصبيان واحتدت الكُحْلَى

       6- من هو ألبري زينب؟: 1842-1902م، والده: مرَمْ بِنْد نجطه، ووالدته: لينغير زينب جوف، تربى في كجور على يد دميل: برم انغو أخ لاتجور، وتعلم تدريب السلاح مع زملائه أبناء الملوك، مثل لاتجور، وصمب لاوب.

       اعتنق الإسلام في آخر حياته على يد مب جخ، وسافر إلى موريتانيا للجهاد مع الشيخ أحمد تال عام: 1885م، وكان بينه وبين الشخ الحاج مالك سه قرابة، وبينه وبين الشيخ أحمد بمب صداقة، جاهد مع أحمد الشيخ بسيغو، وبعد وفاة الشيخ، انتقل أخيرا إلى نيجر حيث رمي بسهم مسموم فمات عام: 1902م.

المبحث الثالث:  واله

1- هي البلدان الأم للولوفية، وعاصمتها في الجاهلية: ندير، ثم جربل، وكان الترازرة من موريتانيا ينبهون ويسرقون ويخطفون أولادهم ليجعلوهم عبيدا، مما جعل العداوة بينهم شديدة فجعلوا يقتلون أي موريتاني دون بحث عن تورطه من عدمه، كما فعل بَرَكْ مختار نار جوب.

       2- مؤسس المملكة: هو انجاجان انجاي، ثم انتقل من واله إلى جلوف.

       3- الموقع الجغرافي: تقع في شمال غربي السنغال، في المنطقة الممتدة من مدينة (دَغنه) و (اندَرْ) العاصمة الاستعمارية.

4- ملوكهم: كانوا يسمون (بَرَكْ)، وهم أكثر الملوك عددا في تاريخ السنغال الأمس منهم: برك مختار نار جوب، برك مام عبد، برك يرم بوج، ولينغير(الملكة).

       برك برم بنيك أنت جوب في واله، بمثابة أمر انغون صبيل في كجور، لأنهما حررا بلادهما من السيطرة الأجنبية، وهو الذي قتل ألمام عبد القادر كان في معركة صاخبة نواحي ( دغنة).

       5- سوء تفاهم بين (واله) (وكجور) يؤدي إلى القتال:

       أ- كما حدث للينغير( زوجة برك) كان والدة داميل الذي هرب من مملكته أخوه (ماوباتشه)، وانتهى الأمر بقتل برك دميل.

ب- نزاع وصراع حول العرش في واله أدى إلى فرصة هجوم الاستعمار لها، حيث هاجم (فيدرب) بقوات متعددة، تحمل العدة والعتاد الحديثة مثل المدافع وغيرها، من عام 1855 إلى 1858م، واستولى على واله، وقسمها إلى عدة مناطق، وعين في كل إقليما زعيما وطنيا من غير مشاروة أهل المنطقة، مثل: سين جو، يمر بوج، وسيدي الذي حدث له مؤخرا خلافا بينه وبين الحاكم العام فنفاه إلى غابون، ثم رجع سيدي وأعيد مرة ثانية، فانتحر هناك في عام: 1878م.

المبحث الرابع:  كجور

       1- أصل التسمية: (كجور) كلمة ولوفية من (أكجور) بمعنى: سهولة رملية، إلا بعض أوديتها.

2- مؤسس المملكة: ذكر المؤرخون أن جدهم الأول هو: (نيوخ فام لاي) من أصل غانوي، من الأفارقة المهاجرين لغرب إفريقيا.

3- الموقع الجغرافي: تمتد على ساحل البحر الأطلسي بين دكار غربا، وجلوف شرقا، وبوول جنوبا.

4- ملوكها: وكانوا يسمون داميل منهم: أمر انغون صبل، أول من حكم كجور إثر وفاة أبيه، وقائد ثورة الاستقلال من جلوف، ومصمب تاكو، لاتجور، دميل داود مب ([3])، الذي كان مستبدا على أهل المنطقة،ويضرب بالحديد والنار، وفي عهده أسس القاضي عمر فال قرية ( سينجخور) وأسس الجامع عام 1611م، وطلب في عهده بناء مسجد للتآمر ضده دون علم منه بذلك، إلى أن تم قتله.

5- المعارك والغزوات: شهدت كجور – كغيرها – معارك كثيرة، بعضها داخلية، وأخرى خارجية، وخصوصا مع الاستعمار، ومن بين تلك المعارك ما يلي:

أ‌-     معركة لمباي: بين (دميل مكد)، و(طين ملك بوول)، حيث غلبه داميل واستولى على عرشه.

ب‌-           معركة اندوب،(ماوباتشه)، الذي هرب إلى برك (واله).

ج‌-  معركة بُنقوق: وهي التي خسرها ألمام عبد القادر ضد دميل أمر انغون.

6- بعض الشخصيات التاريخية في تلك الفترة: وهم كثر من بينهم:

أ‌-     الشيخ ملامين سار، وكان عالما بالأسرار قتله دميل خوفا من نفوذه.

ب- الشيخ موري كونا مفسر دميل برم انغون، الذس أخذ خطط فيدرب ومزقها على مرأى منه، ودفنها تحت قدميه.

ج- القاضي مجخت كَلَ ذلك القامة العلمية، وكلنت تربطه بلاتجور علاقة طيبة، وكان قاضيا له يكتب له الرسائل إلى الجهات المعنية، ولما أراد الاستعمار النيل قال قصيدة في هجو لاتجور لإنقاذ نفسه منها قوله:

أصادق في ادعاء الدين لاتجور ***** أم إنما همه في ذلك كجور

ولما بلغ لاتجورَ الخبرُ غضب عليه غضبا شديدا فاستعطفه القاضي بقصيدة مدحه فيها، فكان مما قال:

    بــشـرى لــقـد شـاد ديـنَ الله لاتجور***** وأحيي اليوم بالإسلام كجور

   هل تغضبنَّ لقصيدة قـلتها وجلا ***** عند العدا إن ذا الأوجال معذور.

د- وهناك شخصيات أخرى، مثل الشيخ أحمد بمبا والحاج مالك سه، وغيرهم كثيرون، أسهب المؤلف الكلام عنهم في الجزء الثاني من الكتاب.

7- لاتجور انغون لتير جوب 1842- 1886م: هو أول داميل لقبه جوب، حيث كانت الداماميل كلهم ممن يحملون لقب (فالْ)، والده: مخور جوب من ككِّ، وأمه: انغون لتير فال ابنة داميل ميس تندر جور، كان فارسا مغوارا، قاتل مع داميل ماجوخ وحلفاءه من الاستعمار، ودمر مراكز الاستعمار في مختلف القرى في كجور، وقاد عدة معارك منها:

أ‌-     معركة تشفور: 1862 وقيل: 1864م.

ب- معركة لورو: 1886م.

ج‌-  معركة نغاري: 02/09/1863م، وفيها يقول مجخت كل:

ومن (منداخ) جمعت الخيل تركبها ***** مرد علامتهم حلق وتقصير

  يـقودهم عمك المختار محتزما ***** كالليث ذي اللبد الشاكي الأظافير.

د‌-   معركة نغلنغل: 29/12/1863م.

وكان عنده نزعة إسلامية، وإن اختلف المؤرخون في إسلامه هل كان في كجور، أو لما قدم عند مب جخ فأسلم على يده؟ المهم لما لما بنى مسجدا مدحه القاضي:

بشرى لقد شاد دينَ الله لاتجور ***** وأحيي اليوم بالإسلام كجور

تــلـفـيـه يـأمـر بـالمعروف عسكره  ***** كـأنما جاءه من ربـه نــور.

ه- معركة دقله: 1886م، وفيها توفي لاتجور رحمه الله.

8-  إشارات مهمة:

أ‌-     من عادة الكجوريين: خطف المرأة من بيت أبيها إلى بيت بعلها.

ب- المراسلة بين الملوك كانت باللغة العربية، وكان أسلوب المستعمر في المراسلة يتسم بالملاينة والرق والتحايل والمراوغة، وأسلوب داميل بالصراحة وعدم بعد النظر.

ج- منع الاستعمار أهل نجامبر من إيواء أحد من أتباع الشيخ عمر الفوتي، وأن القتل والتدمير والشنق جزاء من آوى أحدهم.

د- حدث سوء تفاهم في المرشحين للعرش، فانتهز الاستعمار هذه الفرصة للإيقاع بينهم، فشن معارك شارك فيها جنود من العرب الجزائريين ضد السنغاليين.

 المبحث الخامس:  بوول

1- أصل التسمية: (بوول) كلمة ولوفية بمعنى: المغادرة، أو الترك.

2- الموقع الجغرافي: تقع في الوسط الشمالي والغربي لجمهورية السنغال.

3- ملوكها: كانوا يسمون (طين)، وأول من حكمها – باتفاق المؤرخين – هو: أمر انغون صبل، ثم تنازل عن العرش لخاله (نيخر انجاي)، وبناء على ذلك يعتبر ( نيخر) أول طين بوول، ومن ملوكها: (تشي انديل- لت انديل بارار- برم كود فال، ومن أشهرهم (طين لتسكاب)، والدته (انغون لينغير جوب)، ووالده:(طين تشي انديل)، وكان لتسكاب يعاني من مرض مقعد منذ صباه، إلا أن أمه لم تأل جهدا لعلاجه حتى شفي، وشارك مع أخويه: ( لت كد، وبرم كد) في معارك، أصيبا فيها بجروح بالغة فتعهدا له الحكم ريثما يشفون من جروحهم، فرحب به الشعب وأحبوه لتودده إليهم، غير أن له ممارسات غير لائقة كالإغارة والهجوم على بعض القرى.

عاش لَتْسُكابى حوالي 80 سنة. بعد عمر مليئ بالعطاء والإنجازات، وذلك بعد أن حكم باوُل و كَجورْ لأكثر من أربعين عاما. ولما مات خلفه ابنه مَيْسَ تند وجِّ، الذي انتهج نفس السياسة التي رسمها والده.

4- المعارك: شهدت بوول عدة معارك بدءا من طلب الاستقلال إلى أن استتب لها الحكم الذاتي، ومن بين تلك المعارك:

أ‌-     معركة خوس مبت: وسببها أن أخوي لتسكاب أرادا استعادة العرش منه، فغلبهما لشعبيته وأسلحته الحديثة التي اشتراها من أحد الفرنسيين.

ب‌-           معركة مع كجور وخصوصا مع لاتجور ( وقد سبق ذكرها)، وإثر وفاة دميل دي تشلو، لاستيلاء على كجور وقد تم فعلا.

5- مرواغات (طين لتسكاب): راوغ أهل كجور بالتودد فأحبوه، ورأوا له أحقية في العرش لأن أمه من كجور فاستولى بذلك على كجور.

6- تجارة الرقيق في تلك الفترة كانت منتشرة، وشارك فيها العرب والاستعمار على حد سواء، حيث كانوا يسترقون السود.

7- سياسات خبيثة: راسل (طين تشى ياسين) الطماع الاستعمار للاستيلاء على عرش كجور، وجرت بينهم عدة مراسلات للتخطيط للمهمة، ووعد الاستعمار بالسماح له باستكمال مشروعاته، وعدم البت في أي شيء إلا بإذن من الاستعمار، إلا أن الاستعمار كان يراوغه ويتخذه آلة لعبة لتحقيق مآربه الدنيئة، دون علم منه، وأخيرا أدرك تلك اللعبة فندم من حيث لا تنفع الندامة.

8- بعض الشخصيات: مثل (طنور بغنج) الذي قتل رسل الاستعمار لما أساؤوا الأدب معه، فاستدعاه الحاكم وفتش معه، فلما أدرك أن طنور زعيم واقعي، عينه ليمثل الاستعمار في بوول، إلى أن وافته المنية عام: 1894م، وهناك رويات تقول بأنه مات مسموما من قبل الاستعمار.

رابعا- وقفات مع الكتاب:

إن أهمية الكتاب وقيمته العلمية غير خافية لمن نظر إلى فهرسه، فضلا من أن يقرأ محتواه، فيعتبر بحق موسوعة تاريخية للسنغال، ضمنها المؤلف – رحمه الله- معلومات وتفاصيل قيمة قل نظيرها.

وقد يؤاخذ على الكتاب بما يأتي:

1-    أنه يسرد أكثر من صفحة دون ذكر مصادر المعلومات.

2-    أنه حين يذكر مصدر المعلومة لا يتطرق إلى ذكر الصفحة أو الجزء حتى يسهل الرجوع إليه.

3-    عدم ضبطه لبعض المصطلحات الشعبية، ومثلها ينبغي ضبطها لتُنطَق وتُفهَم سليمة.

ولا تمس هذه الملاحظات قيمة هذا الكتاب بقدر ما تثري منهجه البحثي، والمؤلف معذور في مثل هذه الجزئيات البسيطة، ويبقى الدور للنخبة المستعربة أن تدلي بدلوها في إثراء مثل هذه الدرسات، واستئناف الدور الذي قدمه المشايخ والفضلاء، تأليفا وإصلاحا، قيادةً وتوجيها.

خامسا- الخاتمة:

وبعد هذه الإطلالة العرضية لهذا الكتاب القيم، والذي نرجو أن نكون قد وفِّقْنا في استعراض مضامينه، والوقوف على أهم عناصره، ولا نَدّعي الإحاطة فدون ذلك خرط القتاد، نظرا لتشعبات الكتاب وجزئياته التي يصعب إلمامها.

وأخيرا نوجه جميل الشكر والعرفان إلى اللجنة الثقافية لاتحاد طلبة السنغال في ليبيا التي أشرفت على هذا العمل المتواضع، فخرج بهذه الحُلَّة العلمية، راجين لاتحاد وللقائمين عليه دوام التألق والنجاح.

كما نطلب من كل أخ كريم أو عالم جليل اطلع على هذا المتواضع فوجد فيه ملاحظات أن يتصل بنا ويرشدنا، فالمسلم مرآة أخيه.

كتبه الفقير إلى ربه/ الحسين كانْ الفوتي

طرابلس – ليبيا 29/08/2016م.

Ousseynoukane2007@hotmail.com

المراجع:

[1] – بينما تصل نسبة المسلمين الآن إلى 94 بالمئة، والمسيحيين 5، والوثنيين 1، مما يبرز انتشار الإسلام بشكل سريع.

[2] – ينظر: زهور البساتين في تاريخ السوادين، الشيخ موسى كمرا، ص: 50.

[3] – خصص المؤلف قائمة لدماميل كجور، ومدة كل داميل، ولقد وصل عددهم حسب القائمة إلى 32.

Laisser un commentaire

Votre adresse email ne sera pas publiée.

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.