انطلاق فعاليات ملتقى الرواد الثاني في غرب أفريقيا في العاصمة السنغالية دكار

(*) محمد منصور انجاي.

انطلقت بالعاصمة السنغالية دكار، صباح يوم السبت 1 يوليو 2017، فعاليات ملتقى الرواد الثاني في غرب أفريقيا الثاني، التي تستمر ليومين متتاليين.

وفي كلمة له، رحب الشيخ عرفان جوف رئيس جمعية الرحاب للتنمية البشرية و رئيس التحالف الوطني لنصرة القضية الفلسطينية المنظم للملتقى بالتعاون مع الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، الضيوف باسم التحالف الذي يضم كلا من جماعة عباد الرحمان ، و التجمع الإسلامي بالسنغال، و جمعية الرحاب للتنمية البشرية، و شكر الحكومة السنغالية و الوزارة الداخلية التي ساهمت و دعمت و سهلت الإجراءات حتى تم اللقاء، كما قدم الشكر الجزيل إلى الجمعيات المشاركة في هذا النشاط، مؤكدا أهمية هذه الفعالية في نصرة الشعب الفلسطيني.

و حضرت حفل الافتتاح وفود من عدة دول إفريقية من بينها غينيا كوناكري، و كوت ديفوار، و بوركينا فاسو، و بنين، و غامبيا، غينيا بيساو، و موريتانيا، و توغو، و مالي، و نيجيريا، و الجزائر.

و جاءت فكرة الملتقى بهدف ربط غرب أفريقيا بقضية فلسطين، حتى لا تظل غائبة بشكل كبير بسبب حواجز اللغة و الجغرافيا و الآلة الإعلامية الصهيونية.

و ركز المتحدثون في كلماتهم على أهمية هذا الملتقى، و قال أحمد عبد السلام سوادوغو مسؤول الدعوة في الفيدرالية الإسلامية في بوركينا فاسو أن هذا الملتقى يرمي إلى إيقاظ الهمم على المستويات المختلفة، و أن بوادر هذه النشاطات في أمتنا توحي إلى شدة التعلق بالقضية.

بدوره، طالب أيوب باكاري أمين شؤون الحج و العمرة في الاتحاد الإسلامي ببنين أن تكون الأمة على وعي تام بالمستجدات حول القضية ووضع آليات و استراتيجيات للتعاون العملي المشترك لتحرير القدس و فلسطين، مؤكدا أن الوقت ليس للخطب و إنما للحركة.

و تحدث أبوبكر طالب جالو السكرتير التنفيذي لرابطة علماء غينيا كوناكري عن أهمية الملتقى و قال أنه جاء في وقته المناسب، و خاصة في ظل القضايا و المستجدات الساخنة للقضية، مشيرا إلى أن القضية تحتاج إلى بذل من الجهود لأنها تعيش بين مطرقة الأعداء و سندان إهمال الحقوق الأساسية من بعض المعنيين. و قال أنه بعد رجوع الوفد الغيني من ملتقى القدس بنواكشوط أنشأوا مجموعة لها برنامج ثابت للتعريف بالقضية، كما استطاعوا أن يوجدوا برنامجا أسبوعيا ثابتا في إحدى الإذاعات الغينية لنصرة القضية الفلسطينية.

من جانبه ذكر الشيخ عبد الله صار الأمين العام لجمعية (يدابيد) الموريتانية أن القضية الفلسطينية حاضرة في كل الأنشطة في موريتانيا، و أنها حظيت بدعم مختلف شرائح المجتمع الموريتاني، و أنهم يعملون بشكل مكثف لنصرة القضية عبر احتفالات جماهيرية آخرها مهرجان نصرة الأقصى، و أعلن أنهم زاروا غزة برفقة الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو للتفقد عن الأحوال و المستجدات، كما زارها أيضا وفد رفيع المستوى ضم عضوات في مجلس الشورى المورتاني.

و على الصعيد نفسه توقع عثمان صالح تراوري عضو اتحاد علماء أفريقيا أن يكون هذا الملتقى مثمرا، مؤكدا أن الشعب المالي مستعد لدعم القضية، و ذكر أنه يوجد تفاعلا كبيرا مع قضية فلسطين على المستويين الرسمي و الشعبي في مالي، آملا أن يخرج الملتقى بخطط و استراتيجية واقعية حتى لا يكون مجرد لقاء، و أضاف أن التوقعات تشير إلى أن أفريقيا ستأخذ بزمام الأمور و المبادرة في المستقبل و هذه من المبشرات.

و تطرق بالوكو لقمان الأمين العام للاتحاد الإسلامي في نيجيريا إلى أن القضية يجب أن تكون على بعدين :
– البعد الداخلي بحيث يتم إعداد المسلمين و تأهيلهم على تبني القضية.
– البعد الخارجي و ذلك بالعمل على نطاق واسع ليصل القضية إلى كل المعنيين كي يتعاطفوا معها، مؤكدا أنه لا يمكن مواجهة التحدي الإسرائيلي إلا بإيماننا القوية.

و قال أحمد الإبراهيمي ممثل دولة الجزائر أننا عندما نتحدث عن فلسطين فإننا نتحدث عن القرآن و العقيدة و أن الأمة ما زالت ولودة، و أضاف أن البعد الأفريقي يبين لنا أن لنا موعدا مع التاريخ، مشيرا إلى ضرورة حضور الدعم المالي و الإعلامي، فيما دعا الشيخ سرين بأبو الأمير السابق لجماعة عباد الرحمان المسلمين إلى استشعار المسؤولية تجاه القدس، و أن تعبئة الشعوب المسلمة أصبحت من أكبر الضرورات الملحة للسعي نحو تحقيق النصرة في ظل التطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط و التوجه العربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

و يتواصل الملتقى حتى الثاني من الشهر الجاري بمشاركة إفريقية واسعة و بتمثيل فلسطيني حيث أوفد الشيخ فتحي عبد القادر الذي تحدث باسم الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، و الذي أعرب عن أسفه الشديد لما تشهدها المنطقة من عدم الاستقرار، و قال أنه امتداد لحالة جديدة و هو الربيع المضاد أو الثورة المضادة الذي يزيد من التفتيت للحالة العربية، مشيرا أن المستفيد الوحيد منه هو العدو الصهيوني و أعوانه الذين أشعلوا صراعات في مصر و ليبيا و سوريا. و أضاف متحدثا أن العدو يعبث في المنطقة و يوسع في العلاقات، و يتغلغل في أفريقيا لأنه يدرك بالخطر الإسلامي الذي يواجهه.

و قال أنه يجري اليوم حالة طمس هوية الأمة و خرق البوصلة، و ذلك بزرع عداوات داخل الأمة الأمر الذي يجعلنا ننسى عدونا المشترك الذي ذكره القرآن، داعيا الدخول إلى عمق القضية لأن الوضع يخص محاور ثلاثة و هي القدس التي تواجه محاولات ما زالت متصاعدة من قبل اليهود و هو التهويد و طمس هويتها الإسلامية. والضفة الغربية التي يحكمها الصهاينة بشكل مباشر. و غزة التي هي معقل حماس و التي يجري التخلص من هذا الروح الجهادي و ذلك بمحاصرتها، و قطع رواتب موظفيها، و منع وصول الكهرباء إليها، و محاولة إفقاد المقاومة القدرة على البقاء على الأرض الفلسطينية، مشيرا إلى أن التحالف الوطني لدعم القضية الفلسطينية ANCP نموذج مطلوب تعزيزه في أي مسافة من دول الجوار حتى يضم القيادات السياسية، داعيا إلى التركيز على بعض المناسبات الدينية المهمة لإحياء القضية مثل الإسراء و المعراج ، و 29 نوفمبر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني و الذي تبنته الأمم المتحدة، و يوم سقوط المسجد الأقصى ، و ذكرى النكبة.

و الجدير بالذكر أن هذا الملتقى ينظمه التحالف الوطني لدعم القضية الفلسطينية بالتعاون مع الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، حضره شخصيات دينية، و فكرية، و سياسية من المجتمع المدني، و منظمات إسلامية، و جمعيات خيرية.

دكار 1 يوليو 2017

 

Laisser un commentaire

Votre adresse email ne sera pas publiée.

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.