المؤتمر الثاني العادي لدار الاستقامة للتربية و التنمية بالسنغال

محمد منصور انجاي

وسط حضور واهتمام رسمي و شعبي كبير، أقامت دار الاستقامة للتنمية و التربية برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور محمد أحمد لوح مؤتمرها الثاني العادي في المعهد الإسلامي بداكار يوم الأحد 7 يناير 2018.

انطلق الحفل بعد تلاوة آي من الذكر الحكيم من خريج الدار الطالب محمد جوب صار بعد أن عرض البرنامج مدير المؤتمر الدكتور فاضل كان.
هذا، و رحب الأمين العام المنتهية ولايته الدكتور سرين إلمان انجاي بالحضور، مؤكدا على أهمية هذا المؤتمر الذي هو الثاني من نوعه منذ اطلاق دار الاستقامة منذ ثلاثين عاما.

من ناحيته، عرضت اللجنة الإعلامية برئاسة الأستاذ شيخنا فاي  » سفير  » فيلما وثائقيا عن تاريخ دار الاستقامة، و أسباب تأسيسها و أهدافها و وسائلها، و إنجازاتها في العملية التربوية التعليمية، و نشاطاتها المتواصلة في العمل الخيري و الاجتماعي من خلال الإغاثات العاجلة و الحملات الطبية و توزيع الأضاحي و الإفطارات، و جهودها في مكافحة الفقر، و تميزها في مجال توثيق الأعمال و إدارتها للأوقاف، و مشروع الجامعة الأفريقية المعاصرة التي ستنطلق عملية البناء في الأشهر القليلة القادمة في منطقة ديامناجو.

و ألقى فضيلة الشيخ إبراهيم خليل لوح، المدير العام لمدارس دار الاستقامة محاضرة قيمة تحت عنوان  » نحو الأمن و الاستقرار و الوحدة الوطنية في ظل ترسيخ المبادئ الإسلامية «  و ركز الشيخ القرآني في محاضرته على تفصيل القواعد العشر التي سماها بمبادئ الأمن و الاستقرار و الوحدة الوطنية و هي : الرحمة و السلام و البر و الاحسان و العفو و العدل، و عدم نشر الفواحش، و الرذائل، و عدم السعي وراء الإشاعات ، و التثبت في الأخبار.

و تنوع الشيخ إبراهيم خليل في معالجته للموضوع محللا جوانب مقومات العيش الكريم، ونيل القوة والتمكين، والرقي والتعمير: الأمن و الاستقرار بكل أنواعهما، وفي كل مجالاتهما. ولا سيما في المجالين السياسي والاقتصادي؛ لأن من شأن اضطرابهما اضطراب حياة الناس؛ ولذا يكثر في الاستعمال السياسي والاقتصادي استخدام كلمة الاستقرار؛ ذلك أن الاستقرار ضرورة من ضرورات العيش. وفي ذلك أدلة من الشرع والتاريخ والواقع أكثر من أن تحصر.

والبلاد التي تكون مستقرة يفد الناس إليها، ويرغبون فيها، ويبذلون الغالي والنفيس لسكناها، ومن عظيم النعم التي بشر بها أهل الجنة: الاستقرار فيها، وعدم الخروج منها، ﴿ أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24] وفي آية أخرى ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 76] ولولا أهمية الاستقرار في الجنة عند أهلها لما أغرى الله تعالى عباده المؤمنين به. ولولا أن نعيم الجنة لا يكدره عند أهلها إلا خوفهم من عدم استقراره لهم لما أمنهم الله تعالى من ذلك، وأزال الخوف عنهم.

بدوره، أعلن فضيلة الشيخ الدكتور محمد أحمد لوح، الرئيس المنتهية ولايته تشكيلية المكتب الجديد الذي اختاره المؤتمر في جلسته المغلقة يوم السبت 6 يناير 2017 في القاعة الكبيرة بالكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية.

و ذكر عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية أن المؤتمر واجه الأمرّان لاختيار رئيسا للدوري العادي الثاني، و يرجع ذلك إلى تنازل المرشحين لمنصب الرئيس كل لصاحبه وسط جو أخوي و أخلاقي يؤكد مدى مرونة المؤتمرين و كفاءتهم و صدق إيمانهم بكفاءات الغير، و عمق رؤيتهم في دفع عجلة الدار نحو الأهداف المرسومة لها.

كما وجّه فضيلته إلى القيادة الجديدة كلمات توجيهية حثّهم فيها المحافظة على سمعة المؤسسة، و إبراز كفاءاتهم العالية للرفع بمستوى العمل، و عدم تضييع الأمانة مع الحفاظ على وحدة الصف و الكلمة، حينها تكونون عنوان عز و فخر.

و على السياق ذاته، أشاد الشيخ عبد الله لام، رئيس تنسيقية الجمعيات و الحركات الإسلامية بالسنغال الذي تحدث باسم الجمعيات المدعوة و الضيوف بفضل مؤسسة دار الاستقامة و تميزها في عملية التربية و التعليم، و أكد أن العلاقات بين الجمعيات و الحركات الإسلامية في الساحة علاقات تكاملية و ليست تنافسية، مشيرا إلى الدور المتميز الذي تلعبها مؤسسة دار الاستقامة في التربية و التنمية، و العلاقات الوطيدة و المتميزة التي تربطها بالجمعيات و الحركات الإسلامية الأخرى.

و انتهت أعمال المؤتمر بقراءة البيان الختامي على لسان الناطق الرسمي الجديد لمؤسسة دار الإستقامة، و نائب الرئيس للشؤون الخارجية، القيادي البارز في العمل الإسلامي السنغالي الإمام إسماعيل انجاي، تلاه تكريم أصدقاء دار الاستقامة بتقديم شهادات إليهم تقديرا لجهودهم و تعاونهم مع المؤسسة و منهم الدكتور خديم امباكي، مدير المعهد الأساسي لأفريقيا السوداء سابقا، و الدكتور خادم سيلا مستشار وزير الداخلية و الأمن العام، و نائب المندوب العام للحج، و الشيخ عبد الله لام أمير جماعة عباد الرحمان، و رئيس الولاية الحالية لتنسيقية الجمعيات و الحركات الإسلامية بالسنغال، و الشيخين المؤسسين فضيلة الشيخ محمد أحمد لوح عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية، و فضيلة الشيخ إبراهيم خليل لوح مدير عام مدارس دار الاستقامة، و السيد مصطفى جختي مدير ديوان رئيس الجمهورية، و ممثل رئيس الجمهورية في الحفل، و الذي تعهد بإيصال مطالب الدار إلى الرئيس فور وصولها إليه، و تيسير إجراءاتها، و توصيل البيان الختامي إلى فخامة الرئيس.

يذكر أن دار الاستقامة للتربية و التنمية تأسست منذ ثلاثين عاما، تدعو إلى التوحيد الخالص من الشوائب، و أخذ الدين من مصادره وفق منهج السلف، و التعريف بالإسلام ، و الدعوة إلى العمل بتعاليمه و أحكامه مع التحلي بآدابه و فضائله. كما أنها تسعى للمساهمة في إيجاد مجتمع مسلم خال من صور الشرك، و البدعة ، و الضعف المادي و المعنوي عن طريق التربية و التعليم و التدريب المستمر، و الدمج بين اقتصاد المعرفة و تنمية الوطن.

Laisser un commentaire

Votre adresse email ne sera pas publiée.

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.