القمّة الإسرائيلية والأفريقية

(*) سينخبار

تعتزم تل أبيب تنظيم أول قمة إسرائيلية أفريقية في أكتوبر/تشرين الأول القادم، وستحتضن هذه القمة توغو التي آلت إليها الرئاسة الدورية لـ »إكواس » أثناء قمة المنظمة الأخيرة التي عُقدت في « مونروفيا » وسيركز المؤتمر على موضوعات الأمن، ومكافحة الإرهاب، و وأيضاً على القضايا المتعلقة بمجالات الزراعة والطاقة والمياه والصحة. كما ستخصص القمة لبحث سبل استخدام التكنولوجيا الجديدة لزيادة التنمية.

أهداف وأسباب المؤتمر:

– الوعد المقدم من طرف نتنياهو لقادة « إكواس » المتمثل في تقديم إسرائيل مبلغ مليار دولار للمنظمة في السنوات الأربع المقبلة، لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء في الدول الأعضاء.

– هوس النفوذ الخارجي لدى إسرائيل.

– تشويه المقاومة وربطها بالإرهاب حيث اتخذت إسرائيل من ظهور « الجماعات الجهادية » في منطقة غرب أفريقيا على مدار الأعوام الأخيرة شماعة لوسم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، واعتبارها هي والجماعات الأفريقية المسلحة وجهين لعملة واحدة، مستفيدة من ضعف وعي وفهم النخب السياسية الأفريقية لأبعاد الصراع العربي/الإسرائيلي، بفعل تأثير الإعلام الغربي الموجه والخادم للمشروع الإسرائيلي.

– البحث عن كسب تأييد الأفارقة في المحافل والمنظمات الدولية فالصفعة الأخيرة التي تلقتها إسرائيل من مجلس الأمن الدولي بعد تقديم السنغال لمشروع قانون يُجرّم للاستيطان وصادق عليه المجلس، جعل تل أبيب تستحضر أن التعاطف مع القضية الفلسطينية لم يمت في مواقف الحكومات والأنظمة الرسمية بأفريقيا جنوب الصحراء.

– مواجهة إسرائيل التأثير العربي على الاتحاد الأفريقي ومُحاصرة الدّول العربية وحماية أمنها القومي خاصة عبر الحؤول دون أن يتحوّل البحر الأحمر إلى بحيرة عربية لأن ذلك يحاصرها استراتيجياً.

– الاستفادة من السوق الأفريقية والرفع من حجم التبادل التجاري معها الذي لا يزال ضعيفاً وهو ما كشفه معهد الصادرات الإسرائيلي سنة 2016″تُمثّل صادرات إسرائيل نحو دول القارة 6% فقط من إجمالي الصادرات الإسرائيلية ».

المشاركون :

  • زعماء دول
  • كبار المسؤولين من الحكومات الأفريقية
  • كبار المسؤولين من الحكومة الإسرائيلية
  • قادة الأعمال الأفارقة والإسرائيليين
  • خبراء أمنيين
  • صناع الرأي
  • منظمات غير حكومية
  • الدول: حسب وزير الخارجية التوغولي، « القمة ليست حكراً على دول غرب إفريقيا فقط بل لكل إفريقيا ».

ملاحظة:

الدول الأعضاء في منظمة إكواس والمعنية بالدرجة الأولى بالقمة:

البنين – بوركينافاسو – ساحل العاج – غامبيا – غانا – غينيا بيساو – ليبيريا – مالي

نيجيريا – السنيغال – سيراليون – توغو – الرأس الأخضر – غينيا – النيجر.

العلاقات الإسرائيلية-الأفريقية: الطريق ليست مفروشةً بالورود:

تبدو العلاقات الإسرائيلية الأفريقية في أحسن أحوالها خاصةً مع نجاح إسرائيل في تنظيم القمة الأفريقية الإسرائيلية كما ذُكر أعلاه، وباعتبار أنه لا ثابت في السياسة، سيكون أمام هذا الامتداد عدد من العوامل التي قد تُؤثّر على هذه العلاقات.

  • الرفض العربي

عقب مشاركة نتنياهو في قمة منظمة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، أعلن المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الجامعة العربية وسفيرها في مصر، جمال الشوبكي، أنه تقرر عقد اجتماع في دورة غير عادية لمجلس.

الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة العربية، لبحث التصدي للتغلغل الإسرائيلي المتنامي في القارة الأفريقية.

وبالفعل؛ أقر مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه غير العادي الذي عقد برئاسة الجزائر، وبناء على طلب من دولة فلسطين، خطة تحرك عربية لمواجهة التغلغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية على حساب فلسطين، وتشمل الخطة التي جرت مناقشتها وإقرارها في جلسة مغلقة، دعوة الدول الأعضاء لاستمرار أو وضع بند دعم القضية الفلسطينية، والتصدي للمحاولات الإسرائيلية والاتفاق عليها ضمن أجندة أي تعاون أو حوار سياسي ثقافي بين الدول العربية والدول الأفريقية على مختلف المستويات.

وتضمنت الخطة دعوة الدول الأعضاء إلى إدخال بند دعم القضية الفلسطينية وصيانة مكانتها التاريخية في أفريقيا ضمن خطط وبرامج أي تعاون اقتصادي وتنموي وثقافي وفني عربي أفريقي، بما يشمل القطاعات الحكومية المختلفة والوكالات العربية للتعاون الدولي والصناديق والمؤسسات المالية العربية التي تعمل في مجال التعاون العربي الأفريقي.

وأوصت الخطة وزراء الخارجية بقيام وفد وزاري من جامعة الدول العربية (رئاسة القمة ورئاسة المجلس الوزاري ودولة فلسطين والأمين العام للجامعة ومن يرغب من وزراء الخارجية العرب) بجولة أفريقية أو أكثر تشمل الدول الأفريقية المحورية والمؤثرة، ولقاء رؤساء تلك الدول، ووزراء خارجيتها بهدف تعزيز التعاون العربي الأفريقي في مختلف المجالات وخاصةً بشأن قضية فلسطين، وإفشال المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى الالتفاف على الدعم الأفريقي التاريخي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

ودعا المجلس في بيان أصدره في ختام اجتماعه غير العادي، جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي للحفاظ على المواقف الأفريقية التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية التي تعبر عنها القرارات والإعلانات التي تصدر بشكل دوري عن مؤتمرات القمة الأفريقية والعربية الأفريقية بشأن دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

هذا الموقف العربي سيكون أمام اختبار حقيقي مع حلول موعد القمّة الأفريقية الإسرائيلية المُرتقبة، وفي انتظار النتيجة؛ ويستبعد مُراقبون أن ينجح العرب، على المدى القريب، في لجم الطّموح الإسرائيلي للتوسّع أفريقيا، خاصّة في ظلّ الخلافات العربية الأخيرة.

  • الهاجس الأمني لدى الدّول المُطبّعة

من بين الهواجس التي قد تكون حاضرة في حسابات صناع القرار في الدول الأفريقية، هو الهاجس الأمني باعتبار أن التّطبيع مع إسرائيل بما أنها دولة معادية في نظر قطاعات واسعة من المسلمين قد يجعلها مستهدفة من طرف الجماعات المُسلّحة ذات المرجعية الإسلامية، وقد يكون ذريعة لفتح جبهات ضد هذه الأنظمة المُطبّعة، خاصة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة.

المصدر: المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

 

Laisser un commentaire

Votre adresse email ne sera pas publiée.

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.