السنغال- دكار: الملتقى الرابع لائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين
احتضنت مدينة دكار الملتقى الرابع لائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين، واستمر هذا النشاط الإقليمي لمدة يومين13 و14 من يوليو 2024م في العاصمة السنغالية دكار بمشاركة وفود من 17 دولة إفريقية، تحت عنوان: (فلسطين وغرب إفريقيا: تجديد التزام الشعوب).
ويأتي انعقاد هذا المتلقى، في سياق طوفان الأقصى، الذي اندلع يوم 7 من شهر أكتوبر 2024، ثم توالت الأحداث العاصفة، وشهد العالم تدفق شلال من الدماء الزكية، توالى مواكب ارتقاء الشهداء رجالا ونساء، صغارا وكبارا، وتم تدمير مدينة غزة، وما حولها من القرى والمدن والبلدات، فوق رؤوس سكانها، وتم تهديم المرافق العامة والبنى التحتية من مساجد وجامعات ومستشفيات ومصانع ودور أيتام ومساجد وكنائس.
وشهد الملتقى في يومه الأول عدة فعاليات تمثلت في كلمات الحاضرين وممثلين لجهات داعمة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى إقامة ندوتين، الأولى بعنوان: (طوفان الأقصى: المسار والمستقبل)، والثانية بعنوان: (غرب إفريقيا والطوفان: الواقع الأدوار المطلوبة) بالإضافة إلى موضوع (تجارب ناجحة في الغرب الإفريقي لنصرة القضية الفلسطينية) .
فيما خصص اليوم الثاني للملتقى للورشات، فتم توزيعها على ستة أطر: ورشة المغرب العربي، ورشة العمل النسائي، ورشة العمل الشبابي والإعلامي، ورشة العمل النقابي، ورشة العماء والدعاة، وورشة المعارف المقدسية. هذا، وقد تم نقاش مخرجات الورش وعرضها.
وقد ختم الملتقى بتشكيل مكتب جديد لائتلاف غرب إفريقيا. ثم أعقب بقراءة البيان الختامي الذي اشتملت على عناصر مهمة منها:
أولا- أن العالم اليوم – إزاء ما يحدث لإخواننا في فلسطين من تقتيل وتدمير وظلم واحتلال- ينقسمون إلى فريقين:
1- الفريق الأول، الذي يمثله الغرب، فقد انحاز إلى العدو الصهيوني، الحاقد على الإنسانية، بل وتفوق عليه في العدوان، حين مده بكل ما يحتاج إليه وبما لا يحتاج إليه، من عتاد حربي ومن وسائل الفتك ومن غطاء دولي شرعي مزيف؛
2- الفريق الآخر الذي وقف إلى جانب الحق، وهم الشرفاء من كل أنحاء العالم وساندوا الشعب الفلسطيني بكل قوة ووقفوا معه وقدموا له العون المادي والمعنوي قدر المستطاع، وهنا يبرز الدور الإفريقي الذي قادته جنوب إفريقيا التي قامت بعمل تاريخي بطولي حين رفعت تلك الدعوة الشهيرة أمام محكمة العدل الدولية وصدرت أحكام تجرّم الصهاينة وتطالبهم بوقف الحرب المدمرة، التي يقودها مجرم الحرب النازي بنيامين نتنياهو ومن معه من القتلة الصهاينة.
ثانيا- الإشادة بمناصرة الشعب والحكومة السنغاليين لفلسطين ولأهلها الشرفاء، حين قدموا ما يستطيعون من الجهد والإسناد، وفي هذا السياق نشيد بموقف رئيس جمهورية السنغال وبموقف رئيس وزرائه، اللذين أعلنا بلا تردد، جهارا نهارا بأنهم منحازون الى الشعب الفلسطيني في مطالبته بحقوقه، وطالبوا العالم الإسلامي باتخاذ موقف حاسم تجاه ذلك.
ثالثا- انطلاقاً من المعادلات الجديدة التي كرسها طوفان الأقصى على الأرض، وعلى امتداد قارات العالم؛
بناء على تواتر إجماع الشرائع السماوية على تحريم الظلم والبغي ووجوب مقارعة الظالم حتى يرتدع، ومناصرة المظلوم حتى ينتصف ويأخذ كامل حقوقه؛
وبناء على الموقف الإيجابي للشعب السنغالي ودولته وقيادته، في دعم إسناد الشعب الفلسطيني في جهاده لاسترداد حقوقه كاملة، وتحرير مقدساته؛
وبناء على الإجماع الدولي القاطع اليوم، في أن الشعب الفلسطيني قد تعرض لأكبر وأبشع ظلم في التاريخ البشري كله؛
وبناء على وجوب الوقوف أمام هذه الهجمة البربرية البشعة، التي يشنها النازيون الجدد على الشعب الفلسطيني، وعلى مقدساته وعلى كل مكوناته؛
بناء على كل هذا نعلن، نحن المشاركين في ملتقى دكار الرابع ما يأتي:
- نطالب الحكومات والدول الغربية، أن تكف عن المشاركة في هذه الجريمة النكراء ضد الإنسانية، التي ترتكب في فلسطين عموما وفي غزة خصيصا، بأدواتهم وبأسلحتهم وبدعمهم غير الشرعي، وأن يتوقفوا عن دعم الكيان الغاصب، الذي يمكنهم من ارتكاب هذه الجرائم؛
- نطالب الدول الإفريقية، التي أبرزت هذه المواقف البطولية، بتقديم مزيد من الدعم وأن يوحدوا موقفهم وأن يعلوا صوتهم في المحافل الدولية، لتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد كامل حقوقه وعلى كل أراضيه؛
- نطالب، نحن الموقعين على هذا البيان، بإيقاف هذه الحرب المدمرة فورا ودون أي تأخير، لأن استمرارها يعني، بكل بساطة، مزيدا من القتل والتشريد وهدم كيان الشعب الفلسطيني العزيز؛
- نطالب، الحكومات الإفريقية، التي لها علاقات بالكيان الصهيوني الغاشم، بقطع العلاقات الدبلوماسية وأن يوقفوا كل تواصل مع هذا الكيان المتمرد على القانون الدولي؛
- نذكر هنا بأنه لا مكان لهؤلاء الهمجيين الصهاينة، في دول ديمقراطية ووسط شعوب ذاقت ويلات الاستعمار، وعليه يجب إغلاق كل السفارات والبعثات الدبلوماسية والاقتصادية وكل أوكار التجسس على تراب قارتنا العزيزة الأبية؛
- نؤكد تأييدنا الكامل لكل حركات وفصائل المقاومة في غزة وفي الضفة وفي غيرها، ونشد على أيديهم ونساندهم إلى أن تتحقق أهدافهم في دحر عدوهم وتحرير كافة فلسطين؛
- نطالب مؤسسات المجتمع المدني، بكل توجهاتها وبكل مكوناتها وتشكيلاتها، أن تقوم بتعزيز دورها في دعم الشعب الفلسطيني بصورة أكثر قوة وأشد تأثيرا؛
- ندين كل أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونؤكد بأن التطبيع خيانة كبرى بالمعيار الشرعي وبالمعيار القانوني والأخلاقي، كما يعني التطبيع المشاركة، بصورة مباشرة في حملة الابادة الجماعية التي تستهدف استئصال شأفة الشعب الفلسطيني.
في ختام هذا الملتقى، نجدد الشكر والتقدير للشعب السنغالي المضياف، كما نجدد شكرنا وتقديرنا للقيادة السياسية السنغالية، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد بشير جوماي جَخَارْ فَيْ وحكومته، وعلى رأسها السيد الوزير الأول عثمان سونكو.
كما نجدد التزامنا ووقوفنا إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، وإلى جانب كل الشرفاء المقاومين في فلسطين وفي غير فلسطين، متمسكين بوعد الله القاطع الجازم:
﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21]
حرر فى دكار يوم الأحد:7، محرم، 1446هـ الموافق 14، يوليــو 2024م
تقرير: الحسين كان، ومحمد منصور انجاي
جانب من الفعاليات