نحو التغيير المنشود
إن المستعمر الفرنسي قد فرض نفسه منذ القرن التاسع عشر على السنغال وعلى الدول المتاخمة لها بقوة الحديد والنار، وقد تبنت شعوب هذه الأرض نموذج فرنسا الكلي طوعا أو كرها ما أدى إلى أن سيطرت مفاهيمه ونظرياته ومناهجه التحليلية ومدارسه الفكرية على الأوساط الثقافية والتعليمية وعلى دور النشر وعلى الإعلام الذي يقوم هو الآخر بعملية التقديم دون فرز أو تمحيص بوعي أو بدون وعي.
هذه العملية الاستعمارية المدروسة التي كانت ولا زالت مهمتها الأساسية إزاحة كل ما يباينها من عقائد وعادات وتقاليد وموروثات من الوجود، والحلول محلها كبديل قد أحرزت نجاحا لا يستهان به نجاحا يتجلى في المؤسسات الحكومية والمؤسسات التعليمية الخاصة والعامة وفي كيفية التفكير وتحليل الماجريات بل وفي جميع نواحي الحياة، كل هذا وغيره من ذيوع الفساد والرشوة وغياب العدالة الاجتماعية والكيل بمكيالين جعل الأغلبية الساحقة من المواطنين يرغبون عن السياسة والساسة وعن القضايا المصيرية إلى أن وجدوا أنفسهم أمام مشروع وطني واضح.
مشروع يطمح إلى تغيير النظام الفاسد الذي يشكل موروثا حضاريا فرنسيا بامتياز تغييرا جذريا.
ويمكن القول بأن هذا المشروع الباستيفي الوطني يميزه عن غيره من المشاريع المتعارف عليها في الساحة وضوح وطموح واستعداد لإحداث تغييرات في قضايا جذرية مثل عملة فرنك سيفا وإعادة النظر في القرارات الإقتصادية الظالمة التي فجرت مخزونا من السخط والغضب في الآونة الأخيرة، وعلاقتنا مع المستعمر القديم الجاثي بركبتيه منذ عقود على رقبتنا وغيرها..
وإذا كان ذلك كذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه هو:
مالذي يمكن فعله لقلب النظام القائم عبر صناديق الإقتراع ومالخطة والتدابير التي يجب اتخاذها؟ للإجابة على هذه التساؤلات أقول:
١- أن يعلم كل أحد أن صوته أداة لتغيير المنكر الذي أمرنا الشارع بتغييره باليد أو باللسان أو بالقلب.
٢- توعية الأقارب والجيران والمعارف بحجم المسؤولية المنوطة على عاتقنا
٣- حشد الطاقات الشبابية الذهنية والجسمية المتفرقة وتنظيمها وتوجيهها نحو الأرياف النائية والقرى العريقة في الأدغال والأماكن الواقعة في الحدود
٤- إعلام العامة والخاصة بخطر بقاء النظام الحالي وبما يترتب على فوزه-لا قدر الله-من عواقب وخيمة، وأن هذه القضية التي نتعب لأجلها ونسعى جاهدا لتجسيدها على أرض الواقع أكبر من أي شخص بل هي قضية دين وكرامة وحرية وعدالة.
بقلم الكاتب/ عبد الرحمن غي