ملتقى علماء الغرب الإسلامي بدكار العاصمة
بقلم/ د. أحمد بكار أحمد الشيخ انيانغ
استضافت مدينة دكار العاصمة السنغالية من21- 22 ربيع الأول 1446هـ، الموافق 25- 26 سبتمبر 2024م، ندوة دولية حول” جهود علماء الغرب الإسلامي في خدمة التراث الإسلامي”، نظمتها جامعة أحمد الخديم بطوبى بالسنغال، بشراكة مع كلية الدعوة الإسلامية العالمية بطرابلس بليبيا.
شارك في هذه الندوة نخبة من العلماء القادمين من بلاد شتى في المنطقة، منها، المغرب وموريتانيا، ونيجيريا وبنين وغامبيا، وغينيا كوناكري وبيساو والسنغال، وأثمروها ببحوثهم العلمية القيمة في مختلف المجالات إظهارا لخدمات علماء الغرب الإسلامي الجليلة في إحياء ذلك التراث الإسلامي المجيد، والذي من شانه إنعاش الثقافة الإسلامية والعربية وإنارة طريق الدعوة لدعاة الإسلام في المنطقة، وتوجيه المسار إلى الطريق الصحيح، حيث يكون إحياء هذا التراث الإسلامي وفهمه منطلقا صحيحا لربط حاضر هذه الأمة بماضيها على شكل سلسلة متصلة الحلقات.
ونوقش من خلالها ما يربو على عشرين بحثا، يدور كلها حول انتاجات علماء الغرب الإسلامي في خدمة علوم الشريعة والحضارة الإسلامية وثقافتها العربية، مفعما بمعلومات قيمة كانت خافية على كثير من الدارسين والباحثين، ذلك أن كثيرا من إنتاج السلف العلمي والثقافي لا يزال إلى الآن نائما في الدرج، لعدم وجود إمكانات مادية لطبعه أو جهل الخلف قيمته، أو الاعتقاد في حبسه تركة أسرية متوارثة للتبرك به، وهذا مما يعطي قيمة لمثل هذه الندوات العلمية التي تدفع الباحثين إلى بذل المزيد من الجهد في البحث العلمي لاستخراج ما يمكن استخراجه من هذه الكنوز .
ولعل عقد مثل هذه الندوات الدولية سيفتح آفاقا جديدة للمزيد من التعامل العربي الإفريقي في خدمة الإسلام على المستوى الدولي والإقليمي، لأن عملية الدعوة الإسلامية المجدية والمنتجة لا تتم إلا عن طريق التداعم المادي والتعاون الفكري والتبادل الثقافي الإسلامي، بحيث يضحي كل بما لديه في هذه العملية الدعوية من الإمكانات المادية والفكرية في خدمة الدعوة :﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾[التوبة: 111] وكلمة (المؤمنين) وما فيها من الشمولية لكافة أهل الإسلام تشير إلى ضرورة التعاون فيما بينهم، وكما أن كلمة التعاون أيضا ليست لها في معناها حدود طالما أنه يتقيد بالبر والتقوى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾[المائدة: 2].
وعلى هامش الندوة تلاحظ جلسات أخرى جانبية علمية ثقافية وإسلامية تعارفية بين المشاركين ذات أهمية قصوى في محال الدعوة الإسلامية تشبه إلى ما تدعو إليه هذه الآية:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾[الحجرات: 13] بشكل مثير لمشاعر الحب والود المتبادلة بين الباحثين الدعاة، يقرأ على وجوههم الاستعداد التام للمزيد من الأخذ والعطاء في الحقل الدعوي. !
وهو أمر يشكر فيه طاقم جامعة أحمد الخديم بطوبى، مشرفين ودكاتر فنيين وطلبة، وكذا الوفد الليبي الممثل لكلية الدعوة الإسلامية العالمية بطرابلس بليبيا، لإتاحتهم لنا هذه الفرصة السعيدة : الملتقى الدولي لعلماء المنطقة، عاكفين على التباحث حول ” جهود علماء الغرب الإسلامي في خدمة التراث الإسلامي”، وبالأخص أعضاء اللجنة التنظيمية التي معظمها يتكون من كوادر شبابية، لهم الاستعداد التام والرغبة الجامحة في تطوير البحث العلمي وإضافة شيء جديد إلى هذا ” التراث الإسلامي العتيق:﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾[الصافات: 61].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .!
دكار 23 ربيع الأول 1446هـــ ،27 سبتمبر 2024م.