مرسي شهيدا

لقد ارتقى الرئيس محمد مرسي إلى ربه شهيدا بعد سنة واحدة من الحكم الرشيد فما غش ولا خان وما ظلم وما طغى …

وبعد ست سنوات من الصبر الجميل والثبات القوي  فما ارتد أو نكص وما استسلم أو خنع …

وكان بما  يتمتع به من الكفاءة والنزاهة وبما تتمتع به مصر من الثروات البشرية والطبيعية على طريق إنجاز نهضة عظيمة لمصر – لو أتيح له الوقت – تليق بمكانتها وإمكاناتها البشرية والمادية فتنتج غذاءها وسلاحها و دواءها كما أعلنه صريحا، وتعيد لها عزتها في المسرح الدولي ووزنها في العالم الإسلامي كدولة مركز إسلامي قائد ورائد ، لكن قوى الظلام الصهيو أمريكية التي لا تريد أي نهضة للدول الإسلامية على أساس الإسلام تجعلها تستقل بقرارها وتمتلك سيادتها الفعلية، فتسعى لإجهاض أي تجربة نهضوية للمسلمين لفرض التبعية الدائمة والخنوع المستمر عليها لهيمنتها وسياساتها ونظرتها الحضارية للكون والحياة ، وكذلك قوى الظلام الخليجية التي لا تريد لأي دولة عربية أن تترسخ فيها الحرية والديمقراطية خوفا على عروشها التي قامت على أساس البطش والطغيان ،  هذه القوى الظلامية الصهيو أمريكية و الخليجية قطعت عليه الطريق و قادت ضده الثورة المضادة بتآمر وتواطأت مع فلول النظام السابق والعملاء الخونة من الليبراليين وحزب النور ومؤسسة الأزهر من الداخل. وعمل المال الفاسد والإعلام الفاجر والتدين الزائف جنبا إلى جنب لتنفيذ الخطة الخبيثة،  فوقع الانقلاب الدموي الذي قاده ضده المجرم: عبد الفتاح السيسي (انتقم الله منه للشهداء والمعتقلين).

و قضى في السجن أكثر من ست سنوات عانى فيها أصنافا من العذاب والمعاناة فلم تفل من عزمه أو تنال من ثباته بل ثبت ثبوت الجبال الرواسي على الشرعية وأهداف ثورة 25 يناير، وعلى الوفاء للشهداء والمعتقلين  فعجز سجانه الخائن المجرم عن انتزاع كلمة الخنوع منه لحكمه الغاشم والقبول بانقلابه الظالم .

فترك بثباته وصموده في وجدان الشعب المصري  شرارة ثورة لا تخمد، بل ستظل مشعلا للحماس والنضال ودليلا للسير في طريق الثورة حتى النصر،  وستظل هذه الشرارة تقلق النظام العسكري المجرم و تقض أركانه حتى السقوط.

لقد ارتقى الرئيس محمد مرسي  إلى ربه شهيدا وقد أدى الأمانة في حكمه ونصح لشعبه وأخلص لدينه وأرضى ضميره وكانت صفحته بيضاء نقية فلم تلطخها خيانة في مال أو فساد في حكم أو بغي في سلطة أو طعن في شرف خلال المدة التي حكم فيها مصر فلم يجد خائنه وسجانه ما يتهمه ويحاكمه به سوى تهم هي في الحقيقة شرف له وتزكية ، كالتخابر مع حماس التي هي تاج على رأس الأمة وفخر للإسلام والمسلمين لبلائها الحسن وتضحياتها العظيمة  في جهاد الكيان الصهيوني والسعي  لاسترداد أرض فلسطين المغصوبة. 

فلسطين  التي انتصر لها الرئيس الشهيد محمد مرسي (رحمه الله) بمواقفه الرجولية فوقف مع أهل غزة في حرب (حجارة السجيل) موقفا مشرفا وشجاعا ،  فتح معبر رفح لتخفيف الحصار الذي فرضه عليهم الكيان الصهيوني فانعكس ذلك إيجابا على قدرات المقاومة الإسلامية التي تحسنت وتطورت بشكل ملحوظ ظهر جليا في حرب (العصف المأكول) التي اندلعت فيما بعد. 

يكفيك فخرا أيها الشهيد أن أهل غزة وفلسطين عموما عنوان الرجولة ورمز الفداء وتاج الأمة قد سروا واستبشروا خيرا بانتخابك رئيسا لمصر وتنفسوا الصعداء في حكمك وحزنوا بالانقلاب عليك وبكوا عليك وصلوا باستشهادك … لقد رحلت لكنك خالد خلود المبادئ إذ كنت رمزا للمبدأ : مبدأ الثبات على الحق ، حيث ألبسته حلتك الباهرة أي شخصيتك النادرة فلصق بك ولصقت به فما يرى إلا لترى أنت إلى جانبه وما يذكر إلا لتذكر أنت معه.

عبد القادر انجاي عبد الرزاق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.