قراءة في كتاب “المثقفون المزيفون” للكاتب: باسكال بونيفاس
كتاب “المثقفون المزيفون” للكاتب الفرنسي “باسكال_بونيفاس” يشرح الكاتب نوعية المثقفين الموجودين على الساحة والأكثر شهرة في فرنسا بشكل خاص كمثال، ويبين دورهم في صنع وعي مزيف تفرضه “وسائل الإعلام “التي يظهرون عليها وتتميز وسائل الإعلام الحديثة بعدة أمور: أولا- أنها تتجه بنحو شخصي، لاجماعي… ثانيا -تتجه نحو الأحاسيس لا العقل…. ثالثا- تتجه على نحو فردي لاعالمي.
فهي تفرض استراتيجية فردية وفوضى جمعية يتم استغلالها وتوجيهها دون شعور من الجموع المتأثرة بها… وقد تحول الظاهرون على شاشات هذا الإعلام هم المثقفون بنظر الناس بدل المثقفين الحقيقين والذين عليهم أن يكونوا فوتوجينك (وجوه قابلة للتصور) بدل أن يكونوا أذكياء ذوي اطلاع واسع وتحليلات عميقة … يحاول الكاتب افهام القرّاء أن العقل الجمعي لايمكن الكذب عليه، لأن مشاهدي ومتابعي وسائل الإعلام لديهم أراء ونقاط استفهام وكذلك من يمسكون بوسائل الإعلام قد يصطدمون ببعض الصحفيين الذين لديهم آراء في ما يتم نشره، وهنا أخالفه وجهة النظر لأن معظم الصحفيين يتم التحكم بهم بالترهيب والترغيب ومن يحيد منهم عما يريدون يتخلصون منه بسهولة بالغة مستغلين طبيعة أغلب الصحفيين المتطبعة بالنفاق والارتزاق وفي حالات نادرة قد ينتهي الأمر بفضيحة ،أو اغتيال وتجعله عبرة لبقية الصحفيين، أما العقل الجمعي فيمكن التحكم في وعيه من خلال التركيز على بعض القضايا، وتضخيمها وتحليلها وإضاعة الوقت فيها وتغييب بعض القضايا أو الحقائق أو المرور عليها سريعاً وهذا ملاحظ في كثير من الفضائيات والوسائل الأخرى تحدث الكاتب عن استخدام المثقفين للجمهور ليكون وسيلة لهم لاكتساب الشهرة والمال وذلك بالتأثير عليه بدل قيامهم بتوعيته وهذا ما يجعل الجمهور بحالة من الوعي الزائف الذي قام بانشائه.
“المثقفون المزيفون” نتيجة لأموال الداعمين وأصحاب وسائل الاعلام كما تحدث الكاتب كذلك عن الكذب الذي يقوم به بعض المثقفين المزيفين حيث يضع في ثنايا حديثه قصة غير صحيحة أو حوار لم يحصل ثم يستمر في التحليل، ولايخطر على بال أحد التأكد من هذه الوقائع أو القصص التي يختلقها وصحتها لأن هذا المثقف لديه أسلوب ساحر في الحديث يجعل المرء لايحب مقاطعته، وفي النهاية يتم اقناع الجمهور بوجهة نظر مبنية على الأكاذيب لتحقيق أهداف معينة لدى من يشغل هذا المثقف ويتحكم به. وفي نفس الوقت لن يأخذ المثقف الذي يقول الحقائق ويحلل بشكل صحيح ويعتمد على الوقائع لتبين ما يحدث فعليا الكثير من الوقت حتى يكون مطروداً ومغيباً عن الإعلام.