قادة العمل الاسلامي يعزون الشعب السنغالي برحيل الخليفة العام للطريقة التيجانية الشيخ أحمد التيجاني سي ويخلدون ذكراه.
(*) عبد القادر انجاي
قد استيقظ الشعب السنغالي صباح السادس عشر من مارس 2017 بخبر محزن يفيد بوفاة الشيح أحمد التيجاني سي “المكتوم” الخليفة العام للطريقة التيجانية، العالم الرباني والفيلسوف الحكيم الذى شغل الدنيا، وانتشر صيته فى الآفاق و خلَّف سجلاًّ حافلا بالنضال والارشاد والتوعية.
وقد تتابعت ردود الأفعال المعزية والمذكرة بجوانب من شخصيته الفذة و سيرته الثرية على رحيله من كافة شرائح وأطياف الشعب السنغالي بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، رصد منها موقع “وسطيون” ردود أفعال قادة ورموز العمل الاسلامي فى السنغال، وكانت من أبرزها:
الدكتور عبد الله لام أمير جماعة عباد الرحمن:
حيث نوه بشخصية الفقيد المناضلة ومواقفه البطولية نصرة لدينه ووطنه فكتب قائلا:
غادرنا اليوم إلى دار البقاء رجل المواقف الشريفة، والشجاعة المنقطعة النظير، رجل الإصلاح الديني والسياسي، العالم الفيلسوف المربي المبدع ، فقيد الأمة فضيلة الوالد الشيخ أحمد التجاني المكتوم، تغمده الله بواسع رحمته.
الأستاذ مختار كيبى رئيس التجمع الاسلامي فى السنغال:
حيث أشاد بتمسك الفقيد القوي بالقرآن الكريم وحرصه على الوحدة بين المسلمين والتعايش السلمي بين البشر جميعا قائلا:
عكف على كتاب الله مرتلا ومتأملا فكان الركن الأساس في تكوينه الفكري و خرج منه بأصيلة فكرية ورؤية متكاملة للحياة والكون. وأضاف:
لقد جاب آفاق المعمورة محاورا يدعو إلى التعايش بين الأديان والثقافات والطوائف المختلفة.
الأستاذ أحمد لوم صامب العضو المؤسس لحركة الاصلاح للتنمية الاجتماعية mrds:
ذكر الأستاذ نضاله ضد تهميش واقصاء رجال الدين وفئة المستعربين من المشاركة فى تسيير شئون البلد فكتب:
هذا الفقيد رحمه الله تعالى يدين له كل مسلم سنغالي عنده اهتمامات سياسية بالشكر والتقدير لأنه في وقت مبكر من تاريخ السنغال المستقل نزل فى الساحة السياسية و أقنع بعض الشيوخ بضرورة المشاركة السياسية ولقن الرئيس سنغور وأمثاله درسا بليغا ليدركو أن من حق المسلمين من هذا الشعب المشاركة في العملية السياسية. وأضاف قائلا:
كان فخورا بانتمائه للأسرة الدينية القرآنية وفي الوقت نفسه تجده يحسن الفرنسية إلى جانب إتقانه العربية وبشجاعة نادرة كان يتفاعل مع قضايا الوطن ويتابع شئونه.
محمد بامبا انجاي وزير الشؤون الدينية الدينية -سابقا- والقائد البارز في حزب (grand parti)
أشار معالي الوزير إلى موسوعية الشيخ وعبقريته قائلا:
الشيخ أحمد التيجاني سي علم من أعلام الأمة الإسلامية ولقد جمع بين العلم والحكمة والمعرفة.. وكان رائدا موفقا في عدة مجالات الفكر والعمل، فجزاه الله عن الاسلام خير جزاء.
الأستاذ فاضل غي مدير مجلة “الصحوة” ورئيس النادي الأدبي للمستعربين في السنغال:
ذكر من جهته الفراغ الكبير على الساحة الوطنية الذى خلفه الشيخ برحيله فقال:
رحل شمس من شموس المعرفة نعم لقد رحل خبير العصر وفقيه الأمة وفيلسوف الزمان فقدنا حصنا حصينا وركيزة من ركائز ديننا وعزّتنا وشرفنا.
المفتش فاضل صار رئيس المجلس الوطني للتجمع الاسلامي فى السنغال:
أبرز ثقافته الواسعة وفكره الثاقب وتمكنه من اللغة العربية فكتب قائلا:
الشيخ أحمد التجاني سي كان قد فاق الأقران وسبق الزمان و فاتق النطق بلغة الضاد في قطرنا.ا، فهو الذي ذلل صعاب النطق بهذه اللغة؛ ولقد قال لي مفجر الحركة الإسلامة الحديثة في أرض الكرم، الأستاذ مالك انجاي – رحمه الله تعالى -، بأنه: ” لا يعرف سنغاليا يفصح لغة بني هاشم كالشيخ أحمد التيجاني “. وأضاف: إنه المفكر العملاق الذي أبدع في التفكير و صاحب الجرأة الأدبية التي حطمت كل قيود العادات، فخاض في مسائل حساسة يتهرب منها المحافظون. وهو الذي رفع شأن المشيخة؛ فأحيا دورهم الاجتماعي مصححا النظرة الخاطئة السائدة لدى العامة تجاههم وانتشلهم من خندق التهميش إلى قيادة الأمة باحتراف واقتدار، مقدما نفسه كقائد سياسي شجاع مقدام. و كان صاحب الرؤية بعيدة واستراتيجية فذة. و تكيف مع متطلبات العصر وحاجة الوقت، فأعد الخلف النجيب للسلف الموهوب، زعيمهم المسترشدين والمسترشدات السيد محمد المصطفى الذى تفانى فى اقتفاء أثر والده. تعازينا الأخوية للأمة السنغالية على العموم، والأسرة المالكية على الخصوص.
المفتش انجوغو امباكى صامب القيادي فى جماعة عباد الرحمان ومسئول الدعوة فيها:
أشار بدوره الى طريقة تفاعله المتميزة مع أحداث زمانه المضطربة فكتب قائلا:
الشيخ أحمد تيجان سه من الطبقة الثانية من شيوخ الطرق الصوفية، شهد أحداثا وتحولات كبيرة في تاريخ السنغال السياسي والديني، وتفاعل معها بطريقة غير تقليدية.
رحمه الله رحمة واسعة.