دول قمة كوالالمبور و الزعامة الإسلامية المستحقة
الدول التي حضرت في قمة كوالالمبور: ماليزيا، تركيا، قطر، إيران، باكستان، هي قلب الأمة النابض بالحياة، و جيوبها المقاومة، المستقلة في قرارها، و المعبرة عن ضمير الأمة. و تؤهلها قدراتها الاقتصادية و العسكرية الاستراتيجية لأن تلعب دورا أساسيا في نصرة قضايا الأمة، بمعزل عن تحالف الشر من الدول العربية التي سخرت كل إمكاناتها المادية و المعنوية لمحاربة حركات التحرر و التحرير و النهضة الإسلامية في كل بقعة من الأرض.
إن الزعامة الإسلامية لا تستحق بحكم الموقع الجغرافي أو المعطى التاريخي و إنما بالجدارة؛ في استقلال القرار، و السيادة الفعلية، و الولاء للإسلام، و نصرة المسلمين، و حمل قضايا الأمة.
و هذا ما فشل فيه تحالف الشر من الدول العربية؛ إذ اسلمت زمام أمرها للكفار تاتمر بأمرهم و تجري خلفهم، و خذلت قضايا الأمة، و كانت حربا على المسلمين في أكثر من بلد إسلامي في مصر و ليبيا و اليمن و فلسطين…
بل و غير إسلامي كما نرى محاربة دولة كالإمارات للمنظمات الإسلامية العاملة في الغرب للتبشير بالإسلام و الدفاع عن قضاياه؛ فلم تعد الأمة تراهن عليها في شيء؛ و هي اصلا من مصادر معاناتها و ضعفها.
بينما نجحت الدول التي حضرت في قمة كوالالامبور، و التي تشكل نواة تحالف إسلامي قوي و فعال في إثبات جدارتها بزعامة الأمة باستقلال قراراها، و كمال سيادتها، و ولائها للإسلام، و نصرتها للمسلمين، و حملها لقضايا الأمة؛ فاستحقت بذلك زعامة الأمة الإسلامية عن جدارة، و كسبت قلوب المسلمين الذين وضعوا عليها ثقتهم و أملهم.
و لئن كانت الوصاية على مقدسات المسلمين في بلاد الحرمين الشريفين ممكنة بحكم الموقع الجغرافي أو المعطى التاريخي فإن زعامة الأمة الإسلامية لا تكون لدولة بناء على معطيات جغرافية أو تاريخية و لكنها تستحق على مواصفات؛ استقلال القرار، و كمال السيادة، و الولاء للإسلام، و نصرة المسلمين و حمل قضايا الأمة. و هذه المواصفات هي ما رشحت دول قمة كوالالمبور لأن تكون زعيمة الأمة و إن لم تحتضن في ارضها الكعبة كما كانت دمشق و بغداد و اسطنبول عواصم الإسلام و رمز قوته قرونا مديدة من الزمن.