شهادةُ رئيس التجمع الإسلامي (الوحدة) الشيخ مختار كبي على الفقيد شيخ انجاي أمير حركة “الفلاح” الأسبق
(*) سينخبار
سلام عليكم أيها الأمير الزاهد
لقيت الفقيد المرحوم بإذن الله الأمير شيخ انجاي وتعارفنا في مدينة “جاورا diawara” في بداية الثمانينات حيث كنت مدرسا في مراكز الحركة هناك.
تبادلنا الزيارات في مهمة دعوية جمعتنا بالمرحوم بإذن الله سليمان غي وقتها، فصاحبتهما من “جاورا diawara” إلى “انومبابا anombaba” قرية أخي وصديقي عبد الودود دوكوري حيث كنت أقضي فترة من الزمن في السنة الدراسية معلما وداعية بجوار ذلك الرجل الفذ عبد السلام دوكوري.
كانت مدينة جاورا وقتها مركز إشعاع للدعوة السنية في المنطقة؛ حيث ناصر الدعوة هناك شيوخ من علية القوم بكامل الدعم من أسرهم؛ بينما كانت الدعوة في المدن الكبيرة يديرها شباب ونخبة من بعض المثقفين. كما كان الناس هناك يهتمون بتطبيق ما أثر عن النبي صلى الله عليه و سلم من تفاصيل السنن في مواقف الحياة اليومية.
ولاتزال صورة ذلك الشيخ الفاضل عالقة في ذهني وهو يضطجع قبيل الإقامة من صلاة الصبح تمسكا بالحديث الوارد فيه غير مهتم بما أثير حوله من تعليقات العلماء لانتقاده.
تبادلنا معا وجهات النظر حينها فى حديثنا حول واقع الدعوة السنية فى السنغال و السبل الكفيلة للنهوض بها.
و لقد جذبني إلي الأمير الراحل عليه رحمة الله ، تحليه بسمة الصالحين و بساطته في الملبس وزهده في الوجاهة وتلقائيته في التعامل، وجدت الشيخ طيلة الصحبة لَبِقا في تعامله معي متوددا إلي، مُصراًّ على ان أبادله الرأي و إن لم أكن طرفا في مهمتهم.
أحسبه عالماً عاملاً بعلمه، و تقياًّ و لا أزكي على الله تعالى. و لقد صلى بنا الصبح بسورة الملك و أبكت قراءته القلوب فتذكرت قول الشاعر:
فتى اذا صلى الناس خلفه بكوا && و ما كل من أم الناس بكا
و لقد تبين لي فيما بعد أنه من الحرفيين الذين يعيشون بما طاب من كدح اليد وجهدها فتذكرت أؤلئكم النبلاء من عظماء الناس الذين ترجمهم الإمام الذهبي رحمه الله تعالى فى كتابه : سير أعلام النبلاء.
ولا أدل لزهده فى المقامات والمراتب من إفساحه المجال بكل تجرد و إخلاص للشيخ الفاضل خليل ماريغا فكان خيرا وبركة للحركة المباركة “الفلاح” التى أنجزت مؤسسات تعليمية ومراكز دعوية طلعت ثمارها اليانعة متمثلة في هؤلاء الشباب الملتزمين الذين نراهم يملؤون الساحة الدعوية حركة و نشاطا.
سلام عليكم ايها الأمير الزاهد وأنتم تلقون الأحبة بإذن الله الكريم و إنا إن شاء الله بكم لاحقون.