رسالة إلى الأخ الأكبر الأستاذ سيدي الأمين انياس

السلام عليكم و رحمة الله

الأخ الأكبر الأستاذ سيدى الأمين انياس.  فى الحقيقة لم أقرأ كتابك الأخير (الفكر الصوفي بين الاعتقاد و الانتقاد)  لأن هذا المجال ليس من اهتماماتى الفكرية و ليس من شأنى الخوض في مثل هذه الموضوعات.

لكن ما أثاره الكتاب من جدل و ما سببه من ردود أفعال إلى جانب بعض المواقف التى شاهدناها منك فى الآونة الأخيرة جعلنى أشفق عليك من الانزلاق فى تحريك التناقضات الطائفية , و الانحياز إلى الوجود الصوفي , بل و محاولة الزج بنفسك فى صدامات لفظية مع التيار الإصلاحي , و إحداث حالة من سوء التفاهم و خلق قطيعة بين التيارين الصوفي و الإصلاحي على الرغم من كل الجهود التى يبذلها التيار الإصلاحي لإزالة الفجوة و تقريب وجهات النظر بين المتصوفة و السلفيين.

و تقديري أن قامتكم الفكرية يا أستاذ سيدي ,  و رمزيتكم فى أوساط المستعربين الذين بذلتم جهودا جبارة للدفاع عنهم جعلنى أعتقد بأنكم أكبر من التحيز لطائفة على حساب أخرى. و لا يعنى ذلك رفضا منا لانتمائك فهو حق خالص لك و كلنا نعترف لك بهذا الحق. لكن الواجب يفرض عليك الترفع عن هذا النوع من الانحياز خصوصا و أن اهتماماتكم و قضاياكم تتداخل مع اهتمامات و قضايا التيار الإصلاحي.

على أن التيار الإصلاحي شريك استراتيجي فى نصرة القضايا الإسلامية العادلة و إذا تضافرت جهوده مع جهود التيار  الصوفي و امتدت آفاق التعاون بينهما ستكون هناك نقلة نوعية  فى العمل الإسلامي فى هذا البلد.

و يقينى أن تضلعكم من الوسطية الإسلامية و الثقل الفكري لديكم ترسخكم للقيام بدور تقريب الشقة و توحيد الصف وعيا منكم بأن التناقض الأساسي فى هذا البلد هو التناقض الحاصل بين المشروع التغريبي و المشروع الإسلامي , و الذى نتج منه ما نشهده من تهميش المستعربين و إقصاءهم. و طبعا قد بذلت جهودا جبارة فى مناهضة هذا الأمر تذكر فتشكر.

أعتقد أن هذه المعركة هي المعركة الحقيقية و يجب أن يتعاون كل مكونات الوجود الإسلامي فى السنغال على خوضها. و أي معركة أخرى مفتعلة فهي معركة بلا عدو و لا جدوى و ستصرفنا عن معاركنا الحقيقية.

أملي فيكم كبير لاستنفار كل الطاقات الإسلامية لهذه المعركة المفصلية ضد المشروع التغريبي الذى تسلل إلى بلدنا.

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    كلمات رائعة في المستوى المطلوب تنم عن بعد نظر طارحها ،ومعرفة بالأولويات.
    وجزاكم الله خيرا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.