جائزة المؤرخ الدكتور محمد سعيد باه لأفضل كاتب سنغالي لسنة 2017
عبد الرحمن كان
تتوازن رسالة الإعلام الهادف التي تحملها مجموعة أخبار السّنغال ومجموعة سينخبار بين الإعلام والتعليم، وبين القراءة والكتابة. وتعتبر المجموعتان الكتابة الهادفة في المجالات المختلفة نقطة انطلاق للتّغيير، وطريقة نافعة في خدمة العقل والفكر، ونظرا لذلك، قامت مجموعة أخبار السنغال وصفحة سينخيبار باختيار الكاتب والباحث محمد بشير جوب كأفضل كاتب سنغالي في عام 2017 تحت جائزة الكاتب القدير الدكتور محمد سعيد باه، والمسمّي بالجائزة يعتبر قامة فكرية علمية في السنغال، ساهم في إثراء المكتبة السنغالية بتأليفاته وكتاباته الفذة في الفكر والتاريخ والسياسة وفي القضايا الاجتماعية والدينية وغيرها، وله ثقله ووزنه الخاص علميا في العالم الإسلامي لجهوده الجبارة في تسيير ونشر المعرفة.
والمجموعة إذ تحتفل وتشيد به يهدف إلى لفت انتباه النّاس إلى دور القراءة والكتابة في تطوير الذّات، وفي مقالات هذا الكاتب الجهبذ الحسّ الفكريّ، والعقليّة العلميّة زيادة على كونها كتابات تعالج القضايا الإجتماعية والسياسية والاقتصاديّة وغيرها.
ومن المعلوم أن العقول الكبيرة، والأقلام الهادفة، والكتابات الفذّة لا تأتي لتظهر أثرها في الواقع إلّا بعد مسيرة حافلة بالجهد والاجتهاد والتّفاني. من هنا، تجدر الإشارة إلى المسيرة العلميّة المبشّرة لهذا الكاتب الفريد محمد بشير جوب، فهو الباحث المجتهد، شهد له بالعطاء العلميّ والاهتمام بالعلوم الإنسانية وما يتصّل بها جمع كثيرا من الشّهادات العلميّة والتدريبيّة في مجالات متعددة وشارك في كثير من المؤتمرات والندوات وكذا الدورات التدريبيّة، يحضّر الدكتوراه حاليا في مجال القانون الدّولي العام في جامعة كوجايلي بتركيا، حصل على الماجستير في نفس المجال من جامعة أفريقيا العالمية بالسودان، والدّبلوم العالي في الإدارة التربويّة من معهد الخرطوم الدّوليّ بالسّودان، وحصل على الشهادة الجامعيّة (البكالوريوس) من كليّة الشّريعة والقانون بجامعة افريقيا العالميّة بالسودان، وبين يديه دبلوم وسيط في الإعلام من الجامعة ذاتها. هذا، ويتميّز الباحث بمهاراته في اللغات حيث يكتب باللغة العربية والفرنسية والانجليزية والتركيّة.
إنّه ليس من السّهل اختيار الأفضل، ولكن من الجيّد إشعار القارئ بوجود شخصيّة سنغاليّة، معروف بالتمكّن في البحث، والاهتمام بالكتابة، ومشهود له بالتفاني في خدمة المشروع الإصلاحي بالقلم والفكر، ومن خلال الإنتاجات العلميّة للباحث محمد بشير جوب يدرك القارئ غزارة علمه وعمق كتاباته زيادة على دور هذه الكتابات في تثقيف الإنسان الإفريقي وتنميته عقليّا وفكريّا. وهاك رسائله العلميّة:
- المحاكم الجنائية الدّوليّة الخاصّة في محاكمة المسؤولين في أفريقيا_ حسين حبر نموذجا. رسالة ماجستير
- دور مدير المدرسة في الأنشطة التربويّة. بحث تكميليّ في الدبلوم العالي
- أسس اكتساب الجنسية في الشريعة والقانون، دراسة تطبيقيّة على قانون الجنسية السنغالي لسنة 1961م.
- الإذاعة الدّوليّة ودورها في نشر ثقافة حريّة الرأي والتعبير، دراسة تطبيقية على إذاعة (RFI) الدولية.
ويستحقّ الكاتب لقب “أفضل كاتب سنغاليّ”؛ لما ينشره من بحوث ودراسات ومقالات علمية في كلّ من موقع وسطيّون، ومجلّة قراءات أفريقية، ومجلّة الصحوة الإسلامية، وفي مجلات قانونيّة (Journal of justice).
وفي خلال هذه السنة الميلاديّة 2017م نشر التّالي من البحوث والدّراسات والمقالات:
– المشروع الإصلاحي السّنغاليّ وتحدّي المرحلة
– الأبعاد الدّلالية للانتخابات التشريعية في السنغال … عرض وتحليل
– تهافت النخب وخطره على العلاقات السّنغالية الموريتانيّة
– تنسيقيّة الجمعيّات والحركات الإسلاميّة في السّنغال … معالم وآفاق
– جيل جديد من القادة في أفريقيا … ماهي التحدّيات؟ (ترجمة من الفرنسية)
– اعتقال وزير الخارجيّة السّنغالي في نيويورك … هل وقع الوزير كبش فداء للصراع على أفريقيا؟
– جهود المؤسسات الإقليميّة الإفريقية في مكافحة الإرهاب، دراسة تطبيقية على المجموعة (G5) للساحل الإفريقي
– سياسات الاتحاد الأروبيّ تجاه الهجرة … اتجاهاتها وانعكاساتها على المهاجرين الأفارقة
– آليات دول غرب أفريقيا في حلّ النزاعات، غامبيا نموذجا.
– استقلالية القضاء في التنظيم القضائي السّنغاليّ
– العلاقات السنيغامبية في ظلّ الأزمة السّياسيّة الراهنة في غامبيا
– الفرنك الإفريقيّ نموذج الاستعمار الجديد
– الأزمة الخليجيّة والموقف السّنغاليّ المربك
– شهادتي على أبي عبد الله النّيّوروي أمير جماعة عباد الرحمن كبرى الحركات الإسلامية في السنغال
-الآليات الوطنيّة لمكافحة جريمة الكسب غير المشروع السّنغال نموذجا (انجليزية)
– حقوق الإنسان في نظام القضاء الإداريّ السّنغاليّ وفي دول غرب أفريقيا (انجليزية)
وبمجرّد النظر إلى العناوين والموضوعات المتناولة في بحوثه ودراساته نجد أنّها كتابات في مستوًى ترتقي بالمعرفة، وأفكار ناضجة تحتوى على شذرات نادرة. هذا، علما بأنّ جلّ هذه البحوث والدراسات تم نشرها على شكل أجزاء؛ وتوضّح الجهد المبذول في كتابتها وقيمتها العلميّة الرفيعة.
ومن خلال هذا العرض الوجيز عن الأداء الكتابيّ والبحثيّ المميز للكاتب محمّد بشير جوب، فإنّ المجموعة تهنّئه على ذلك، وترسل إليه باقات الورود لإنجازاته الباهرة، وعبر هذه السطور الموجزة عن هذه الشخصيّة ترسل مجموعة أخبار السّنغال إلى كلّ متابعيها وإلى كلّ سنغاليّ رسالة مفادها: أن نكون جميعا على قدر من المسؤولية والوعي لمواصلة حركة التغيير والتثقيف مع الفكر والقلم من أجل تطوير البلاد وتنميتها وكذا تطهيرها من الفساد وأخواته. وفي الأخير، يبقى هذا الأخ المختار لهذه السنّة كأفضل كاتب سنغاليّ فخرا للسّنغال، والاقتداء به في هذا النمط من الأداء في الكتابة لجدير، ونتمنّى له المزيد من التّوفيق والإنجازات، ولعلّه يصل بسفينة السنغال يوما بفكره وأداءه إلى برّ الأمان.
هذه العناوين الفريدة تجسد لنا عمق فكر الدكتور وجمال قلمه وقدرته في البحث والتحليل… ومن أكبر ما يتميز به قلمه السيال أنه يتواكب مع وقائع العصر ومستجداته.
فلا عدمناك يا دكتور..
وشكراً لأستاذ عبد الرحمن على هذا التقرير الجميل.. ولموقع وسطيون على الجهد المتواصل.