النسخة السادسة لحفل الإفطار السنوي لجماعة عباد الرحمان

(*)  محمد منصور انجاي

في إطار أنشطتها الإجتماعية خلال شهر رمضان المبارك نظمت جماعة عباد الرحمان أمس الأربعاء 21 يونيو 2017 الموافق 26 رمضان 1438هـ في فندق راديسون بالكورنيش دكار حفل الإفطار السنوي الذي اعتادت الجماعة إقامته في كل سنة باتجاه السلطات الإدارية، و رجال السياسة، و الشخصيات الدينية، و شخصيات المجتمع المدني و غيرهم.

افتتح البرنامج بتلاوة آي من الذكر الحكيم قرأها على مسامع الحضور الأستاذ محمد الأمين جوب، ثم تلتها كلمة الترحيب من ممثل فضيلة الأمير في العاصمة دكار.

هذا و هزت الفرقة الإنشادية JOTALI بقيادة المنشد محمود توري القاعة قبيل الإفطار بأناشيد إسلامية رائعة وسط أجواء تسودها فرحة عارمة.

و بعد صلاة المغرب مباشرة بدأت الندوة بعنوان ” دور و مسؤولية السلطات العامة، و المجتمع المدني في دعم السلام و التوافق الاجتماعي في السنغال ” بإدارة السيد مغّت جختي، و افتتحها المحامي الحاج جوف الذي شدد في كلمته على أهمية استشعار السلطات العامة أنها خادمة للشعب و يجب أن تعمل وفق إرادته، و قال أن السلام لا يمكن أن يسود المجتمع السنغالي طالما تنتهج السلطات سياسات عشوائية في إدارة موارد الدولة مثل قضية التوزيع العشوائي للأراضي، ضاربا أمثلة عدة ذات العلاقة.

  

و قال دكتور خديم امباكي الأستاذ الباحث في جامعة شيخ أنتا جوب أن المجتمع المدني لا يجب أن يعرقل السلطة العامة في سياساته بل يجب أن تكون علاقته بالسلطة علاقة تكاملية لا تنافسية، و أضاف قائلا أنه يجب على المجتمع المسلم أن يحرص على العمل وفق القانون و خاصة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تهدد أمن و استقرار الوطن.

و على الصعيد نفسه طالب الأستاذ ماصمبا تيام مدير معهد دراسات الأمن في جامعة شيخ أنت جوب من المجتمع المدني تقديم المصلحة العامة على المصالح و المطامع الشخصية ، كما أكد بضرورة إعادة النظر في السلوكيات و محاسبة الأنفس.

و أضاف قائلا أن منظمات المجتمع المدني عناصر فاعلة و قنوات مهمة في تقديم الخدمات الاجتماعية وتنفيذ برامج التنمية حيث تلعب خبرات المجتمع المدني وتجاربه دوراً متمماً للعمل الحكومي. وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها ، استناداً إلي اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية، أو خيرية. 

من جانبه نبه الدكتور مصطفى لي الأستاذ و الباحث في جامعة شيخ أنت جوب و القيادي في جماعة عباد الرحمان إلى اختلاف مستويات السلام ، و قال أن السلام يسمى سلاما إذا ساد في المجتمع، و يسمى سكينة على المستوى الأسري، و يسمى طمأنينة على المستوى الفردي، و أن السلطات العامة و المجتمع المدني يجب أن يتفاعلا و يعملا في ظل السلام و الوئام لخلق دور مؤثر وفعال في المجتمع يهدف إلى التنمية مع وجود علاقة متوازنة بينها وبين الحكومة أساسها الاحترام المتبادل.

و لا يقتصر دور منظمات المجتمع المدني على ما تقوم به من تقديم خدمات لشرائح بعينها داخل المجتمع. اليوم أصبح المجتمع المدني يحمل علي عاتقه مسئوليات أكبر، ولعل من أهمها نشر وتفعيل ثقافة السلام الاجتماعي، حيث يعد السلام في مقدمة القيم الإنسانية الرفيعة التي يهدف إلى نشرها أي مجتمع حضاري. لذلك كان من الطبيعي أن يولي المجتمع المدني اهتماما خاصا بعملية بناء ونشر ثقافة السلام الاجتماعي من خلال دعم ثقافة الحوار وتبادل الرؤي والأفكار بما يضمن استقرار الوطن وتقدمه لاسيما وقد أصبح المجتمع المدني أحد أهم الركائز التي يقوم عليها أي مجتمع يتطلع إلي التقدم والرقي وبناء دولة ديمقراطية حديثة ترتكز دعائمها علي العدالة والمساواة وتؤمن بالتعددية دون أي تمييز بين أبنائها.

هذا و عقبت الندوة بتعليقات مرنة من قبل الحضور عبروا فيها عن آرائهم النيرة و الهادفة تجاه ما سردها المحاضرون، و قد ارتكزت في كيفية الحفاظ على الأمن و السلام و الاستقرار التي تسود السنغال على مر العصور.

و اختتم اللقاء بكلمة فضيلة الأمير الشيخ عبد الله لام حيث شكر الحاضرين، و القائمين على الندوة، و شدد على ضرورة توحيد الصف و الكلمة، داعيا إلى تفنيد دعوى التفريق بين رجال الدين ورجال الدولة لأنها جزءان لن يتجزأ.

و كانت جماعة عباد الرحمان ، قد نظمت أمس الأربعاء النسخة السادسة من حفل الإفطار السنوي في فندق راديسون حضره عدد من البرلمان ، و رجال الدين، و السلطات الإدارية، و رؤساء الحركات الإسلامية ، و عدد من شخصيات المجتمع المدني، و الهيئات الإدارية التابعة للجماعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.