الملتقى الثاني لتنسيقية الجمعيات والحركات الإسلامية بالسنغال
محمد منصور انجاي
احتشد الآلاف من أبناء الجمعيات و الحركات الإسلامية في السنغال اليوم السبت 30 ديسمبر 2017 في ملعب آمدو باري بغيجواي لحضور الملتقى الثاني الذي دعت له تنسيقية الجمعيات والحركات الإسلامية في السنغال تحت عنوان ” الإنسان محور التنمية في الإسلام “.
و انطلقت فعاليات الملتقى بعرض البرنامج من قبل مدير الجلسة الأستاذ شيخ تجان فال، القيادي في التنسيقية، بعد أن قرأ على مسامع الحضور، الطالب محمد المجتبى جالو، الحائز على لقب بطل العالم في قراءة القرآن،آي من الذكر الحكيم بنبرته الجميلة.
و ذكر الإمام إسماعيل انجاي الأمين العام للتنسيقية أن اختيار موضوع الملتقى لهذا العام ” الإنسان محور التنمية في الإسلام ليس من قبيل الصدفة، فإنه مستقى من الآية 61 من سورة المائدة { هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها } في الوقت الذي نتحدث فيه عن النهضة الشاملة محليا و عن التنمية المستدامة على المستوى الدولي.
هذا، و قدم الشيخ مختار كبي رئيس التجمع الإسلامي في السنغال ورقته بعنوان ” التنمية بين المفهوم الإسلامي و المفاهيم الأخرى “، بعد عرض مدير الندوة الدكتور خديم امباكي الموضوع العام للندوة، و الموضوعات الفرعية مع ذكر نبذة يسيرة عن دور و مشاركة الجمعيات والحركات الإسلامية قديما و حديثا في التنمية.
و ذكر الشيخ مختار، أن مفهوم التنمية في الإسلام يعني العمل بشرع الله في كل مجالات الحياة وذلك بهدف الوصول إلى حالة من الكفاءة في المجتمع الإسلامي، ومن المعروف أن النظرة الإسلامية للتنمية والعمران هي نظرة شاملة لجميع نواحي الحياة المادية والروحية والخلقية، حيث ركز الإسلام على الإنسان كمحور للعملية التنموية؛{ هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها } لأنّه الكائن الوحيد القادر على الإصلاح والتغيير والبناء وكذلك التطوير، وذلك بسبب الميزات التي خصّه الله سبحانه وتعالى بها دون عن غيره من المخلوقات الأخرى من ضمنها العقل والتفكير، حيث إنّ الدين الإسلامي حارب المفاهيم السلبية التي تقف حائلاً دون وقوع التنمية في المجتمع كالكسل، والاتكالية، وعدم السعي والأخذ بالأسباب بالإضافة إلى التخلف والجهل وكذلك الفقر.
و ركز الشيخ إبراهيم خليل لوح، المدير العام لمدارس دار الإستقامة، و الذي حاضر نيابة عن الدكتور محمد أحمد لوح، في ورقته ” أسس بناء الإنسان في المنظور الإسلامي وأهميته ” على أن بناء الإنساء هو التقدم بعينه، لأن لشخصيته سمة من أرفع السمات التي تميزه عن غيره، أنها القوة الدافعة قوة الإيمان التي تحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه إنساناً قوياً لا يخشى في الحق لومة لائم، وهو ثابت الشخصية لا تزلزله عواصف الحياة، إنه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الإنسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتاً في كل أحواله وإعماله وأفعاله، يتحلى بالأخلاق والقيم النابضة.
بدوره، تطرق الشيخ عثمان غلاجو كاه في ورقته بعنوان ” العمل التطوي هو طريق التقدم و السعادة ” إلى أن حقيقة العمل التطوعي الخيري، وخططه فيما يمكن أن تحدثه من تأثيرات وتغيرات في المجتمع باتجاه التنمية، فهو ليس جهودا تُبذَل أو أموالا تنفق لسد احتياجات محتاج، بل إنَّ خطط العمل التطوعي الخيري يجب أن تكون في اتجاه التنمية المستدامة، وفي اتجاه بناء المجتمع فردا وأسرة، ومن هنا يمكن أن نضع الأعمال في سياقها الصحيح المنتج حينما نخطط للبرامج الموجهة إلى كل فئات المجتمع.
كما فصل الشيخ مختار فال، رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بـ ” لوغا ” في ورقته ” جهود الجمعيات والحركات الإسلامية في تنمية الوطن والمواطن السنغالي “، و استعرض دور و مشاركة الجمعيات الإسلامية، و المؤسسات التعليمية الإسلامية في محاربة الفقر من خلال الصندوق السنغالي للزكاة، و محو الأمية عبر المؤسسات التعليمية التابعة للجمعيات الإسلامية و المدارس القرآنية، و كفالة الأيتام من خلال البرامج الإجتماعية التي رسمتها تلك الجمعيات لنفسها، و استثماراتها في مجال التنمية المحلية و القروية، من خلال حفل الآبار و غيرها من البرامج التنموية التي تسد احياجات المواطنين في مجالات مختلفة، و ضرب مثالا أن جمعية واحدة من تلك الجمعيات استثمرت ما يبلغ سبع مليارات و أربعمائة مليون فرنك أفريقي 7.400.000.000 منذ انشائها إلى يومنا هذا.
و حضر الملتقى أكثر من 5 آلاف من أبناء الحركة الإسلامية السنغالية، منهم شخصيات دعوية، و فكرية، و سياسية، و اعلامية. كما حضرت الوسائل الإعلامية لتغطية هذا الحدث الكبير الذي هو الثاني من نوعه منذ اطلاق التنسيقية في عام 2013.
يذكر أن تنسيقية الجمعيات والحركات الإسلامية في السنغال هو إطار ديناميكي حيوي يسعى سنغاليون و سنغاليات من خلاله للإسهام في توطيد مجتمع القيم و السلام، و الأخلاق، و العدالة الاجتماعية، و تشكّل مكان ممارسة العمل الجماعي من مكوناتها المختلفة لتحقيق هدف نبيل يتمثل في الإسهام في بناء مواطن مكتمل، روحيا، و معنويا، و ماديا، في إطار بيئة حياتية ملائمة، توفر له الهدوء، و تضمن له تحقيق إنجازات في حياته الدنيوية و الأخروية.
كما أنها وضعت لنفسها أهدافا وسيطة لتحقيق الهدف الرئيس المذكور من خلال توحيد جهود الجمعيات الأعضاء فيها، من أجل تضافر الجهود في إطار الاهتمام المشترك، و بالتعاون مع جميع القوى الحيوية في الأمة.
و تسعى إلى تعزيز الروابط الأخوية و الاجتماعية بين الجمعيات الإسلامية في السنغال، و توحيد المواقف المتعلقة بالقضايا الوطنية أو الإقليمية أو الدولية العامة، إضافة إلى إنشاء قاعدة قوية لتحقيق الوحدة العامة للمسلمين في السنغال على المدى الطويل، الوحدة التي تراعي الانسجام التام مع الأقليات الدينية في البلاد.
و تتوجه التنسيقية نحو محاربة التطرف و الإرهاب الذي لا دين و له، و لا وطن، و لا جنسية، و لا طائفة، و لا جماعة، كما يسعى لتحقيق الاستقلال الاقتصادي للجمعيات الإسلامية، بحيث تكون مستقلة ماليا، لكي تتمكن من الاسهام على قدر طموحها في جهود التنمية في البلاد، كما تهدف إلى أن تكون إطارا للتشاور و التبادل و العيش المشترك بين الشعوب، و يجب أن تكون منبرا ينبع منه ضوء روحي يبدد ظلام سوء التفاهم و الشكوك و الممنوعات التي يخيّم على جزء من المجتمع المسلم السنغالي، كما يجب أن يعمل على إعطاء المواطنين إجابات على الأسئلة المصيرية التي تهدد وجودنا لأن هويتنا الروحية تعطي الضوء و النور لهويتنا الوطنية.
المصدر : وسطيون
بارك الله فيكم ووفقنا الله جميع لما فيه صلاحنا واستقامتنا في الدنيا وفوزنا برضوان الله في الآخرة.
I ask you to give the things you want to send to the following address in Senegal, which is a gift from me to the Zakat Fund in Senegal. Thank you for your trouble, and may God write to you the Islamic gift.