السنغال في قلب الملتقى العالمي لعلماء الأمة نصرة للقدس والمسرى
تنادت أكثر من ستين رابطة وهيئة ومؤسسة لعلماء المسلمين عبر العالم وفي مقدماتها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين ورابطة علماء أهل السنة وهيئة علماء فلسطين في الخارج السبت 13 يونيو 2020 لملتقى رقمي لعلماء الأمة لنصرة القدس والمسرى في الذكرى الثالثة والخمسين لهزيمة عام 1967 واحتلال مسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وباقي أرض فلسطين، عبر برنامج زووم Zoom ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأدار اللقاء كل من الدكتور وصفي عاشور أبو زيد والشيخ محمد خير موسى، وقد تحدث أبو زيد عما وصفه بانتفاضة علمائية لنصرة القدس والمسرى فيما استذكر موسى بطولات المقدسيين مشيداً بها دون إعفاء الأمة من القيام بواجبها تجاه مقدساتها.
وافتتح الملتقى الشيخ القارئ يحيى الصاري من الجزائر بتلاوة آيات كريمة من الذكر الحكيم، وكانت الكلمة الأولى للشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية سابقاً بكلمة جامعة من بيت المقدس، مؤكدا أنه وخلال أزمة كورونا تمكن الشيخ صبري من التواصل مع مختلف أنحاء العالم لاستنهاض هممهم لنصرة للأقصى والقدس، وقال الشيخ صبري: نحن في القدس على العهد ثابتون وصامدون، وهذا قدرنا، ولكن هذا لا يعفي بقية المسلمين حكاماً ومحكومين من المسؤولية.
أما الأستاذ الدكتور علي أرباش رئيس الشؤون الدينية في تركيا فأكد في كلمته على أن المحتلين لم يتجاسروا على احتلال القدس وفلسطين إلا عندما تشتت المسلمون، ولهذا فمن الواجب كما قال أرباش أن نراجع أنفسنا، وأن نبحث عن الحلول؛ لأن المحتلين لا يراعون حقوق إنسان فضلاً عن القوانين الدولية. وذكّر أرباش بجهود ودور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نصرة القدس.
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأستاذ الدكتور أحمد الريسوني تحدث من المغرب مادحاً الملتقى ونجاحه في تحقيق صفة العالمية، فعدد الدول والهيئات والروابط ومن وراءها من أعداد، يؤكد أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين في كل مكان. داعياً كل الروابط والهيئات التي تضم علماء الأمة أن تجعل فلسطين والأقصى على رأس أولوياتها.
أما الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي فتحدث باسم عدد من علماء نجد والحجاز داعياً لنقل رابطة العلماء الإسلامي من السعودية لبلد آخر من الدول الرافضة للتطبيع الذي يقوم به أمين عام الرابطة خالد العيسى، وداعياً لنفس الإجراء مع منظمة التعاون الإسلامي حتى تقوم بالدور المطلوب تجاه الأقصى لنزع الشرعية عن أنظمة تحاول جعل التطبيع مع الاحتلال واقعاً على الأرض كما قال الغامدي.
بدوره خطب فضيلة الشيخ العلامة الصادق الغرياني رئيس دار الإفتاء في ليبيا مذكراً المسلمين في كل أنحاء العالم بوجوب الجهاد على كل مسلم حتى تحرير فلسطين كلها، كما أن الجهاد بالمال واجب، وهذا الجهاد المالي مقدم على غيره من صدقات النوافل والتطوع.
ومن الهند شارك الشيخ خالد سيف الله الرحماني رئيس المعهد العالي الإسلامي في حيدر آباد موضحاً أن المسلمين في الهند كانوا مبادرين في إصدار فتوى لنصرة المسجد الأقصى، وأن الحديث عن التطبيع في هذه الأيام تحت عنوان صفقة القرن، يعد جريمة من أكبر الجرائم وهو تمكين للمحتلين من بلاد المسلمين.
وكان حديث المرابطة المقدسية والمبعدة عن المسجد الأقصى هنادي الحلواني من القدس مؤثراً؛ حيث نقلت آلام أهل القدس والمسجد الأقصى، وخاطبت المؤتمرين: هل يرضيكم أن يحرم المسجد الأقصى من أهله؟! وأن يهدر المحتل كرامتنا في المسجد الأقصى؟! وماذا ستقولون عندما يقاضيكم الأقصى أمام الله تبارك وتعالى؟!
زخم الحضور في هذا الملتقى المقدسي كان ممتدا اتساع جغرافية العالم الإسلامي، وكان حضور إندونيسيا فاعلاً بمشاركة الشيخ محيي الدين جنيدي نائب رئيس مجلس العلماء الإندونيسي الذي وضح أن دستور إندونيسيا يعارض كل نوع من الاستعمار في كل مكان العالم، وأن الاحتلال الصهيوني هو أشد أنواع الاحتلال وأخطرها على الإطلاق.
وطالب الشيخ جنيدي الدول المطبعة مع الاحتلال أن تقطع على الفور علاقاتها معه انحيازا لضمير الأمة، وصرح بأن ولي العهد السعودي وولي العهد الإمارات ومستشار الأمن الأمريكي جيراد كوشنر يمثل اجتماعهم خطراً على العالم بأسره.
ومن أقصى الغرب في موريتانيا تحدث العلامة محمد الحسن ولد الددو رئيس مجلس تكوين العلماء، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن غالبية الأمة ترفض شيطنة المرابطين في المسجد الأقصى، وأن العلماء يقفون في صف المرابطين، وهذا واجب لا منة، داعيا لإنشاء تنسيقية بين العلماء لنصرة الأقصى.
ودعا الشيخ الددو الملتقى لإقرار لقب أمين منبر الأقصى للشيخ عكرمة صبري، كما أطلقت الألقاب على الشيخ أحمد ياسين (شيخ فلسطين) والشيخ رائد صلاح (شيخ الأقصى).
من السنغال شارك الشيخ “عبد الله لام” أمين جماعة عباد الرحمان مدينا محاولات ضم الضفة الغربية، داعيا العلماء للتحرك ضد هذه الخطوة، والتركيز على الجانب العقدي في الصراع، فالشعوب تبقى أقوى على كل الأحوال.
وقال عبد الله لام إن الأقصى وفلسطين هما البوصلة.. فبمقدار العناية بهما ترتقي الأمّة وتنال العزّة وبمقدار الغفلة والإعراض عنهما تنحط الأمة وتنحدر لا قدّر الله.
ومن الأردن خطب الدكتور همام سعيد رئيس الائتلاف العالمي لعلماء المسلمين، ونائب رئيس المجلس الاستشاري لهيئة علماء فلسطين في الخارج مذكراً بتقسيم الشاطبي عموم الأمة إلى قسمين: قسم قادر على القيام بالتكليف، وقسم يعين القادر على القيام بالتكليف، ونحن علينا أن نكون في أحدهم، داعيا إلى إنشاء صندوق عالمي لأجل القدس، ينفق على أهل الأرض المقدسة وجهادهم.
أما كبير علماء العراق الدكتور عبد الملك السعدي فوضّح أن الشعوب وبعض الحكام يسعون لنصرة الأقصى وفلسطين، لكن أغلب الحكام يسعون إلى التطبيع، وهذا يجعل واجب الشعوب مضاعفاً.
الدعم المالي للمقدسيين فكرة أكد عليها أيضا الشيخ عبد الهادي أوانج النائب السابق لرئيس الاتحاد العلماء المسلمين ورئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا.
فيما دعا حاتم عبد القادر وزير شؤون القدس سابقا الدول إلى تحمل المسؤولية تجاه القدس وفلسطين، والفصائل لإنهاء الانقسام للتصدي لأكبر عدوان على القضية الفلسطينية مع التأكيد على الرعاية الهاشمية للمسجد الأقصى وحث على -تأسيس صندوق لدعم القدس برئاسة الشيخ عكرمة صبري.
ومن سيرلانكا تحدث الأمين العام لمجلس الشورى الوطني للمسلمين هناك الشيخ إنعام الله مسيح الدين داعيا إلى صياغة خطاب عالمي يناسب هذه القضية المركزية.
أما الدكتور محمد يسري عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين في مصر فأكد أن الجهاد هو الطريق الوحيد لتحرير أرضنا ومقدساتنا، وهو لا يتأتى دون وحدتنا ولم شملنا.
رابطة برلمانيون من أجل القدس كانت حاضرة من خلال رئيسها الشيخ حميد الأحمر مؤكدا أن غض النظر عن ممارسات الكيان الصهيوني بمثابة اعتداء سافر على القرارات الدولية، مذكرا بمساعي الرابطة لتوحيد جهود البرلمانين في العالم خلف قضية فلسطين.
من لبنان تحدث الشيخ حسن قاطرجي رئيس هيئة علماء المسلمين هناك داعياً لتحديد مجالات العمل، وتوزيع المهام، مؤكداً الدعوة لإنشاء تنسيقية خيرية لدعم أهل بيت المقدس.
وبالعودة إلى تركيا أكد الأستاذ عبد الوهاب أكنجي رئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فيها ضرورة الخروج بنتائج عملية لهذه الملتقيات رافعا شعار: حي على العمل مع تشكيل لجان دعم للقضية فلسطينية، وتشكيل وفد من علماء الأمة للقيام بجولة عالمية نصرة للأقصى والقدس.
رئيس رابطة العلماء السوريين، وعضو المجلس الإسلامي السوري الدكتور غازي التوبة ذكر بخطوات التحرير الصلاحي لبيت المقدس وعليه فمن الواجب أن يكون للملتقى دور في تنشئة جيل التحرير، كما حدث في زمن صلاح الدين.
أما رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور نواف تكروري فأكد أن جيل التحرير موجود ومبشراته كثيرة موجهاً تحية خاصة للمشاركين في هذا الملتقى الذي يغيظ العدو الصهيوني كما ذكر تكروري.
فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس والجهاد كانتا حاضرتين في هذا الملتقى حيث استمع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فلسطين لكلمات جميع العلماء المشاركين؛ مؤكداً أن هذه تظاهرة علمائية كبرى لها دلالاتها مستحضراً الشعور بالخطر الداهم غير المسبوق الذي تتعرض له القضية الفلسطينية، مبينا عدداً من الأولويات ومنها:
- الأولوية الأولى: استعادة وحدة الشعب الفلسطيني.
- الثانية: تبني برنامج المقاومة الشاملة.
- الثالثة: تعزيز التنسيق والتكامل مع العمق العربي والإسلامي.
- الرابعة: التعاون مع كل أحرار العالم لمجابهة صفقة القرن.
بينما تحدث الأستاذ محمد الهندي ممثل حركة الجهاد الإسلامي مبيناً أن الأمة تلجأ إلى الجدار الأخير في الأزمات وهو دينها وعلماؤها.
كما كانت هناك مشاركة فنية مميزة حول القدس للمنشد الإسلامي محمد أبو راتب، وألقيت قصائد شعرية مقدسية من كلمات وأداء الشاعر المهندس الكويتي أحمد الكندري، وختم الملتقى بالدعاء خلف الشيخ ملا أنور فرقيني عضو اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا الذي دعا للأمة وأهل فلسطين والمجاهدين في غزة، ودعا للأسرى بالفكاك والحرية القريبة.
ماشاء الله، بارك الله فيكم