الأستاذ مختار كبي في حوار مع ريم آفريك ….ندعو حكومتنا إلى معاملة الكيان الصهيوني البغيض بالمثل…..
ريم آفريك : ماهو تقييمكم للعلاقة بين السنغال والكيان الصهيوني
كبي : العلاقة بين السنغال والكيان الصهيوني لم تكن في أي وقت مضى علاقة مقبولة شعبيا ولا متميزة ولا متطورة، على الرغم من أن الكيان الصهيوني من أوائل القوى التي اعترفت بالسنغال منذ الاستقلال، لكن العلاقة ظلت باردة
وقد انقطعت العلاقة بشكل تام إثر حرب العام 1967، فيما تعززت العلاقة مع السلطة والشعب الفسلطيني، وكانت السنغال على رأس اللجنة الدائمة للحقوق الفلسطينية في الأمم المتحدة.بدعم حقوق الشعب الفسلطيني ولعبت دورا معتبرا في هذا السياق تضامنا مع الشعب الفلسطيني الصامد
وقد كان أول سفارة لفلسطين في إفريقيا الغربية في السنغال، كما كان السفير الفلسطيني في بعض الفترات عميدا للسلك الدبلوماسي في السنغال بالرغم من جهود بعض الدول الغربية لكسر هذه العمادة وهز هذه العلاقة المتميزة بين السنغال والشعب والسلطة الفلسطينية
وقد حمل المرحوم ياسر عرفات في فترة من الفترات جواز السفر السنغالي.
وعلى هذا الأساس فإن السنغال ظل منحازا للشعب الفلسطيني وللأمة الإسلامية والعربية.
لكن مع تطبيع العلاقة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بدأت دول كثيرة تتجه إلى التطبيع مع هذا الكيان الغاصب ومن بينها السنغال، ولكن السنغال اكتفت بوجود سفارة صهيونية على أراضيها ولم تفتتح سفارة لها في الكيان البغيض
وهذا الانحياز السنغالي إلى الشعب الفلسطيني ليس خيارا سياسيا، بل هو منطلق من الواقع الثقافي والاجتماعي في السنغال، وموقع السنغال في العالم الإسلامي وهو واقع لا يسمح ولن يسمح بقيام علاقات متطورة مع الكيان الصهيوني
لقد حاول الكيان البغيض بكل ما لديه من ضغوط وإغراءات اختراق الشعب السنغالي الذي وقفت نخبه الحية بقوة في وجه الاختراق الصهيوني، وظلت العلاقة تدور في فلك محدود، منحصرة في الخبرة الصهيونية في مجال الزراعة، وربما كان ثمة مستوى من الاختراق والعلاقة في المجال الأمني.
ولقد كانت القوى الشعبية والسياسية والدينية واقفة بالمرصاد وتنظر بعين الريبة للعلاقات بين الكيان الصهيونية وإن كان ذلك بعض الشذوذ في بعض الأئمة الذين زاروا الكيان الصهيوني، وكذلك بعض النخب اليسارية المعزولة فكريا وثقافيا عن الشعب السنغالي المسلم المتضامن مع أخيه الفلسطيني
أما الحالة العامة فقد كانت واضحة صارمة في هذا المجال، وعلى سبيل المثال ظلت المشيخة المريدية ترفض حضور أي صهيوني إلى احتفالاتها الدينية السنوية، وهي احتفاليات يحضرها ممثلون عن جميع السلك الدبلوماسي في السنغال.
وعلى كل فنحن في الحزب والحركة التجمع الإسلامي نؤيد الحكومة السنغالية في حراكها الأخير من أجل تجريم ومنع الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وندعو حكومتنا إلى معاملة الكيان البغيض بالمثل وإلى العمل على قطع هذه العلاقة في أسرع وقت، وخصوصا بالتزامن مع اللقاء المهم الذي ستعقده دول إفريقية وأخرى عربية وإسلامية من أجل تنسيق الجهود.
ريم آفريك : ماذا عن علاقة السنغال وموريتانيا في الظرف الحالي؟
كبي : يبدو أن ثمة توترا في العلاقات السنغالية الموريتانية لأسباب مختلفة من بينها
– بعض التعارض في مواقف البلدين من بعض القضايا الإقليمية وكان من آخرها مشكل الأزمة في غامبيا
– بعض الأطراف السياسية الموريتانية التي تستغل الحرية الإعلامية في السنغال لتوجيه انتقادات أو التعبير عن مواقف معارضة للنظام في موريتانيا، وكان من آخر ذلك الصحفي الذي وجه انتقادات لاذعة لموريتانيا، وقد تحركت الحكومة السنغالية وأنذرت القناة التي تحدث منها الصحفي المذكور بحسب الترخيص إذا عاودت ذلك الفعل
– مشكل الصيد السمكي، وربما أيضا مشكل النفط في المياة المشتركة بين البلدين
لكن كل هذه العوامل هي عوامل ظرفية متغيرة ولا يمكن أن تؤثر على العمق الاستيراتيجي للعلاقة بين البلدين والروابط التاريخية والتداخل العرقي بين الشعبين
إن العلماء الموريتانيين هم أساتذة الحراك العلمي في السنغال وأغلب علماء السنغال إما تعلموا مباشرة من علماء موريتانيين أو أخذوا العلم على من تلقوا العلم من موريتانيين، وهذه العلاقة يغلفها الرابط الإسلامي والآصرة العرقية الوثيقة بين الشعبين وكل هذه الروابط كفيلة بتذويب الخلافات وإعادة مياه الصفاء والمودة إلى مجاريها الطبيعية.
ونحن في الحزب أصدرنا بيانا وطالبنا فيه الزعامات الدينية والفكرية في موريتانيا والسنغال والجاليتين الموريتانية والسنغالية في دكار ونواكشوط إلى تحريك دبلوماسية شعبية تنبه أصحاب القرار في البلدين إلى أن العلاقة الإيجابية ينبغي أن تقدم على كل المصالح الضيقة والعارضة لأن ما يجمع الشعبين أكثر وأعمق وأقوى من أي أزمة عارضة
ريم افريك شكرا لكم
المصدر: ريم آفريك