ندوة علمية بعنوان: (منهج القرآن الكريم في توحيد الكلمة) في دكار عاصمة السنغال.

انطلقت صباح يوم السبت الموافق 31/08/2019م في المعهد الإسلامي بدكار ندوة علمية بعنوان: (منهج القرآن الكريم في توحيد الكلمة) نظمتها جمعية خريجي معهد الشيخ أحمد الصغير لوح الإسلامي بكوكي ضمن فعاليات الملتقى الأربعين.

في كلمة للأستاذ « أحمد جوب » رحب بالضيوف، فيما تلا عليهم فقرات البرنامج الذي افتتح بآي من الذكر الحكيم.

ثم تناول البروفيسور « جبريل جختي » موضوع (عوامل الوحدة ومعوقاتها في السنغال) بإشراف من الأستاذ « برام بوي » ركز السيد « جختي » على تفعيل الأساليب التقليدية للتربية في البيوت وما كانت تحملها من قيم الجماعية في الأعمال والتصرفات، وهذا ما يفسر منع أولياء الأمور لتجول أبنائهم وقت الزوال؛ إذ هو وقت تناول الطعام جماعيا، كما كانوا يخصصون أوقاتا يجمع فيها أبناءهم لزرع قيم الوحدة والجماعية فيما بينهم.

فيما تناول الدكتور « سيدي يحيى انجاي » موضوع: (وحدة المسلمين في القرآن الكريم: مفهومها، مقوماتها، معوقاتها)، حيث عرف فيها مفهوم الوحدة، مشيرا إلى الأسس التي تقوم عليها الوحدة كوحدة العقيدة، ووحدة مصدر التلقي، ووحدة الغايات والأهداف، كما تطرق إلى ذكر مقومات الوحدة من العدالة والاحترام المتبادل، والعمل الدؤوب على تقليل منافذ الاختلاف، وختم ورقته بذكر معوقات الوحدة كإهمال الأخوة الإيمانية، والتعصب المقيت، لافتا النظر إلى خطط أعداء الإسلام في التفريق بين المسلين.

وقد تولى الدكتور « جيم عثمان درامي » مدير المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء (IFAN) الإشراف على ورقتين في غاية الأهمية؛ تمثلت الأولى في (تجربة الطرق الصوفية في توحيد مسلمي السنغال) تناولها « سرين شيخنا امباكي عبد الودود »، موضحا جهود الطرق الصوفية في إرساء دعائم الوحدة والسلام في السنغال وفي المنطقة بصفة عامة، مبينا تجليات تحقيقها على عدة مستويات، حيث ذكر دور الكتاتيب الصوفية التي كانت تمثل رمزا للوحدة؛ لضمها أفرادا من مختلفي الطرق والانتماء يعيشون في جو من التفاهم والأخوة، وأن جهود توحيد الكلمة لا زالت مستمرة وتعطي أكلها، منوها على ضرورة تعزيزها، هذا ودعا شيخنا إلى تأسيس هيئة إسلامية تضم مسلمي السنغال بمختلف تياراتهم ومشاربهم.

وفي المقابل تناول الشيخ  » مختار كيبي » رئيس التجمع الإسلامي في السنغال (الوحدة- RIS) الورقة الثانية وهي: (تجربة الحركات الإسلامية في توحيد مسلمي السنغال) وتهدف إلى إبراز إسهامات الحركات الإسلامية في سبيل وحدة المسلمين، وتطرق إلى عناصر قيمة في طرحه، حيث أشار إلى أن وحدة المسلمين خيار إستراتيجي لانتصار الإسلام في ظل تمدد التيار التغريبي واجتياحه للواقع المجمتعي، كما أوضح الخطوات المؤسسة للوحدة مثل تقريب الآراء، وتأليف القلوب، وتبادل الثقة… والبعد عن العشوائية، وفي إطار ذكر آليات الوحدة دعا الشيخ مختار إلى ضرورة بناء الثقة وتقليل الفجوة، وعدم إقصاء طرف بحجة أنه جديد، ثم ختامه ببيان الدور المشترك بين الحركات الإسلامية والبيوتات الدينية الحكومة في سبيل تعزيز الوحدة وتوفير الجو الملائم له، كما دعا الشيخ مختار إلى توصية « سرين شيخنا امباكي عبد الودود » من تأسيس هيئة إسلامية تضم مسلمي السنغال على اختلاف مدارسهم.

بعد ذلك تحدث الدكتور « مصطفى ويال » عن (أنموذج مدرسة الكوكي الحديثة في توحيد المسلمين) بين فيها إسهامات هذه المدرسة في تحقيق الوحدة في نشأتها الأولى على يد الشيخ أحمد الصغير لوح الذي فتح مدرسته لكل أبناء المسلمين بغض النظر عن خلفياتهم الفكرية أو الانتمائية، بل كان يجيب بصراحة إذا سئل عن انتمائه بأنه « محمدي » مشيرا إلى أنه يوحد ولا يفرد، يحوي ولا يقصي، وعلى هذا المنوال سارت المدرسة إلى وقتنا الحالي، وهو ما يعكس مبادرة خريجيها إلى تنظيم هذه الندوة .


هذا، وتناول السفير « محمد جوف البرني » بإلقاء الضوء على المحطات التاريخية والظروف التي تم تأسيس مدرسة كوكي من خلاها، ومنهج الشيخ أحمد صغير لوح في التربية والتعليم بشكل أبهر الحضور ما جعلت التصفيقات تملأ القاعة في جو من الأخوة والمحبة.

هذا وقد خلل معالجة الورقات استراحة تنوول فيها أطعمة ومشروبات خفيفة.

كما حضر الندوة علماء وشيوخ ومفكرون وباحثون وقادة سواء من الطرق الصوفية ومن الحركات الإسلامية.

ثم اختتمت الندوة متزامنا مع حينونة صلاة الظهر.

ويذكر أن جمعية خريجي معهد الشيخ أحمد الصغير لوح الإسلامي بكوكي تم تأسيسها في عام 1980م وما زالت تقدم أعمالا جليلة في سبيل خدمة معهد كوكي وخدمة الإسلام والمسلمين.

وتأتي هذه الندوة كمساهمة في تهدئة الوضع الحرج الذي بدأ يتفشى في مواقع التواصل الاجتماعي من الأخذ والرد بين المسلمين على خلفية تنوع انتماءاتهم الفكرية.

أعد التقرير/ الحسين كان الفوتي.

Laisser un commentaire

Votre adresse email ne sera pas publiée.

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.