رسالة إلى تنسيقية الجمعيات والحركات الإسلامية في السنغال

(*) محمد منصور انجاي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
و بعد:

لقد تابعت زيارتكم إلى طوبى التي تدخل ضمن الخطط والاستراتيجات التي وضعتموها للتعريف بأنفسكم أمام المؤسسات الصوفية، و ما ترتب عليها من ردود أفعال مؤيدة و معارضة، فأردت أن أشاركم انطباعاتي مستعينا بالله تعالى:

إنني كشاب مسلم حريص على وحدة الصف الإسلامي السنغالي و مشتاق إلى رؤية ” حركة إسلامية سنغالية قوية ومتماسكة ” بدلا من حركات إسلامية سنغالية متناحرة فيما بينها، علي أن أعترف بفضل الرجال العاملين في التنسيقية وهم كلهم بمثابة تاج فوق رأسي، كما أعترف لهم تضحياتهم المتواصلة منذ فجر الصحوة الإسلامية السنغالية التي أخذت امتدادها من السبعينات إلى الآن، شهدنا من خلالها صمودهم و صلابتهم أمام التحديات الكثيرة التي واجهتهم والتي تؤكد ما قاله أحد أعلام الدعوة الإسلامية: ” الدعوة الهينة يتبناها كل ضعيف أما الدعوة العتية الصعبة فلا يتبناها إلا الأقوياء ولا يقدر عليها إلا الأشداء “.
أنتم قدمتم الغالي و النفيس على مر العصور و ما زلتم، و ستظلون تؤدون واجباتكم في ميدان الدعوة ما دام في الصدور قلوب تنبض و أنفاس تتردد.
أريد أن أقول لكم بأن الجهود التي تبذلونها ما زالت مجهولة لدى كثير من المواطنين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، لذلك ستلاقون من بعضهم أشد أنواع الانتقادات و التجريح لكن نرجو منكم أن تضعوا نصب أعينكم في الانتقادات متى كانت بناءة، و التغاضي عنها متى كانت هدامة.

اعلموا أيها المشايخ حفظكم الله أنه توجد عوامل كثيرة ساهمت بشكل كبير في إضعاف العمل الإسلامي السنغالي عامة و التنسيقية خاصة نذكر منها ما يلي :

1- غياب الأداة الإعلامي : لقد افتقرت الحركة الإسلامية السنغالية منذ ولادتها من جهاز إعلامي رسمي و نشط، و نحن الآن في زمن الانفجار التكنولوجي فليس من المستحسن في -نظري- أن نواصل على النمط الروتيني المعتاد، بل يجب علينا التكيف مع كل الأدوات الإعلامية الذكية المعاصرة، نستعين بها لتتحدث بلساننا، و تبرز إنجازاتنا، وتوصل رسالتنا، و تقدر على مواجهة أعدائنا بالعلم و المنطق و البرهان، و أرى أنه يجب على التنسيقية أن تولي لذلك اهتماما كبيرا و تحاول قدر الإمكان ألا تنتهج النهج التقليدي المألوف و إلا أخشى أن تكون عرضة للاستفزاز و الاستهزاء و الاستخفاف أمام الأعداء.

2- غياب احترام قواعد العمل المؤسسي :
إن من أساسيات العمل الجماعي التقيد و الالتزام بقواعده، ويتمثل ذلك في أداء واجباته والانتهاء عن نواهيه، وكتمان سره، والحفاظ على شرف وكرامة أفراده، والدفاع عنهم وقت الغياب، فلا يستحسن أن نقرأ المواقف المعارضة لبعض أعضاء التنسيقة من خلال شبكات التواصل، فينبغي في نظري المتواضع الكف عن الاسترسال في القضية لغاية ما تجتمع التنسيقية و تناقش القضية، و تصدر بيانا رسميا تزيل فيه الغموض و تفند فيه الدعاوى الباطلة التي يروجها بعض المتعصبين.

3- بعض الأخطاء الفنية :

أرى أنه من الواجب أن تقوم التنسيقية بالتغطية الإعلامية لتحركاتها و نشاطاتها بنفسها، و تكون أول من تطلع على جمهور المراقبين ما ينتج عن مثل هذه الجلسات وذلك صيانة لعرضها، و تحسينا لسمعتها، و نفيا لأي إشاعة كاذبة قد تلصق إليها لأننا نقرأ من خلال ردود الأفعال من يقول بأن خطاب الوفد خطاب استسلامي، و من يستغل هذه الزيارة لأغراض طائفية، ففي مثل هذه الاجتماعات إن كان لا بد من تسجيلها، فيجب على التنسيقية أيضا أن تستعين بفريق إعلامي متمكن يرافقها و يرصد كل نشاطاتها ليخرجها بعدها على شكل تقرير شامل مرئي و مسموع و مقروء حتى تسلم نفسها من الاتهامات الرخيصة.

و أخيرا و ليس آخرا نجدد لكم ثقتنا، فأنتم فعلا فرسان الميدان، تعملون نيابة عنا جميعا تحت حرارة الشمس و نحن لكم ناقدون ، و تعملون لنا في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا و نحن لكم جارحون، أنتم تستحقون كل الدعم و التأييد، واعلموا أنكم في الاتجاه الصحيح، و تذكروا قول أحد قادة الدعوة الإسلامية ” لا بد للأمة من ميلاد ، و لا بد للميلاد من مخاض ،و لا بد للمخاض من آلام، لا بد من فدية، لا بد من بلاء، لا بد من امتحان لأن النصر السهل لا يدوم و لا يعيش ” إذن لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون و الله معكم و لن يتركم أعمالكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.

 

محبكم : محمد منصور انجاي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.