إعلان دكار يدعو الأطراف السياسية إلى تقديم مصلحة الوطن فوق أي اعتبار و مناقشة القضايا الحقيقية التي تعالج هموم الشعب

 

 

في ظل حالة الهيجان و الجدل العاطفي التي تصل إلى حد العدوانية في الطبقة السياسية السنغالية، دعت جماعة عباد الرحمان في السنغال في بيان صادر مساء أمس الأطراف السياسية إلى تقديم مصلحة الوطن فوق أي اعتبار و مناقشة القضايا الحقيقية التي تعالج هموم الشعب.

كما طالب البيان القوى الوطنية من السياسيين و المجتمع المدني بالتريث في قضية الموارد النفطية و الغازية، و تقديم المصلحة العليا في الحفاظ عليها.

و رحبت جماعة عباد الرحمان بالقرار الوزاري الذي يسمح للنساء المسلمات المتحجبات بضرب خمرهن على جيوبهن من أجل الحصول على بطاقة الهوية البيوميترية دون إبداء آذانهن، و تطالب الحكومة بتوسيع هذا القرار الجليل إلى مجالات أخرى، مناشدة السلطات المختصة على تعزيز التدابير اللازمة لتسهيل الحصول على بطاقة الهوية البيومترية التي هي حق للمواطن.

و عن غلاء تكاليف الرعاية الصحية، و تعذر الوصول إليها في بعض المناطق النائية، مع قلة الموظفين في مجال الصحة، و السياسة الرأسمالية الممارسة من قبل بعض المرافق الصحية العامة منها و الخاصة، أشاد البيان بالجهود المثمنة في القطاع الصحي بما في ذلك توظيف و إعادة العاملين الصحيين و برنامج توفير الخدمات الصحية للجميع. و يحث الحكومة على العمل من أجل تحسين سياستها الصحية و الضمان الاجتماعي، و يدعو العاملين في مجال الصحة إلى تقديم المزيد من أخلاقيات العمل، و يشجع النسوة إلى التخصص في مجالات مثل طب النساء و التوليد سعيا إلى الحفاظ بحقائقنا الاجتماعية و الدينية.

و أثنت جماعة عباد الرحمان في ظل التقدم الذي أحرزه مشروع تحديث الكتاتيب على الجهود المبذولة من أجل اعتماد نص مجمع عليه يقضي على مخاوف الجهات الفاعلة، كما تدعو السلطات المختصة إلى تنفيذ القرارات المتخذة لمصلحة المدارس القرآنية.

و تحيي الهدوء المؤقت الملحوظ في مجال التعليم خلال العام الدراسي الحالي 2016/2017 ، و تدعو السلطات الحكومية نقابات المعلمين إلى احترام الالتزامات المتعهدة بها من أجل سنة دراسية هادئة.

و وفقا للبيان فإن الجماعة تعرب عن قلقها جراء تصاعد حالات القتل و الاعتداءات من جميع الأشكال و ما يبثه من هلع في أوساط السكان، و تفصح عن تعاطفها مع الضحايا و أسرهم، مناشدة الدولة على تعزيز التدابير اللازمة المتخذة للقضاء على هذا الوبال، و تدعو جميع الجهات الفاعلة في المجتمع للعمل من أجل الحفاظ على العقل و النفس البشري.

هذا و أدان البيان بشدة الخطابات المثيرة للفتنة بين مختلف التيارات الإسلامية، و يوصي الشعب السنغالي على أن لا يألوا جهدا للحفاظ على هذا النموذج المثالي و الذي هو مطلب ديني.

و عن الوضع الحالي في غامبيا و ما يمكن أن يخلقه من مخاوف و عدم الاستقرار السياسي و الأمني في هذا البلد الشقيقزو خارجها في دول شبه المنطقة، دعا البيان إلى احترام خيار الشعب الغامبي، لإيجاد حل للانتقال السلمي للسلطة، و يرفع أكفة الضراعة إلى الله من أجل الاستقرار في غامبيا و تعزيز الأخوة و الوحدة الدائمة في منطقة سينغامبيا.

و ثمَّنت جماعة عباد الرحمان العمل الرائع الذي قامت به دولة السنغال في مجلس الأمن، و تؤكد مجددا دعمها الكامل لحكومة السنغال من موقفها المشرف على قرار رقم 2334 من 23 ديسمبر 2016 المطالب بوقف إسرائيل تنفيذ المستوطنات في الضفة الغربية و القدس الشرقية.

و علاوة على ذلك، تعلن الجماعة رفضها و إدانتها لأي عمل يهدف إلى إلحاق الضرر بصورة غير عادلة للناس في جميع أنحاء العالم، و تناشد المجتمع الدولي إلى استئناف الحوار السياسي بطريقة منسقة، من أجل إيجاد حل نهائي للصراعات السورية و العراقية.

و وزع البيان على هامش المؤتمر الدوري الحادي عشر لجماعة عباد الرحمان عقد في القاعة الكبيرة بالمسرح الوطني شارك فيه حشد كبير من أبناء الحركات الإسلامية، و منظمات إسلامية محلية و إقليمية و دولية، و شخصيات دينية و فكرية و سياسية.

التقرير محمد منصور انجاي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.