الحركة الإسلامية في السنغال ومعضلة تعريف الذات

لم تنجح الحركة الإسلامية في السنغال في التعريف بنفسها أمام جمهورها الخاص ومحيطها الاجتماعي العام تعريفا جامعا مانعا يحدد هويتها وغاياتها على مستوى التنظير ويحدد أساليب عملها وعلاقاتها على مستوى السلوك، وهذا من أسباب انكماشها وتراجع دورها ونشاطها بشكل كبير.

فهل هي جماعة سلفية تدعو إلى التوحيد والسنة وتحارب الشرك والبدع؟، فلماذا إذا تشارك المتصوفة مناسباتهم واحتفالاتهم؟ وهل هي جماعة إصلاحية تتعامل مع التصوف والمتصوفة بعدل وإنصاف؟، فلماذا إذا تتحالف مع من يرى التصوف كله شركيات وبدع وخرافات يجب التخلص منه ويقف معهم في خندق واحد؟. وهل هي جماعة سياسية فلماذا إذا تقحم نفسها في معارك العقيدة التي تضعف موقفها وتعزلها عن عمقها الشعبي والإستراتيجي الضروري للنجاح السياسي؟ أم هي هذا كله في نفس الوقت؟.

أسئلة تطرق بال ابن الحركة قبل المتعاطف، والمحايد قبل الخصم، وتبقى بدون أجوبة شافية لتترك حالة من الضبابية لديهم حول الحركة الإسلامية؛ فلا يدرون من هي و ماذا تريد ومن هو حليفها ؟.

إذا أرادت الحركة الإسلامية أن تنتعش وتنجح فعليها أن تحدد بدقة هويتها ومجال عملها، و تختار بعناية أصدقائها وفق استراتيجية محكمة.

 

عبد القادر عبد الرزاق انجاي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.