التدابير الأمنية التي يجب مراعاتها في صيام رمضان تحت ظرف كوفيد 19

التعريب / الإمام – حسن سيك

منظمة الصحة العالمية

توجيهات مؤقتة

15 أبريل 2020

القرينة

شهر رمضان الكريم يتميز عادة، بانعقاد لقاءات لأغراض دينية واجتماعية. خلال هذه الاجتماعات، يلتقي أفراد الأسرة والأصدقاء للإفطار معا أو لتناول السحور كما يزداد عدد المصلين في المساجد خلال هذا الشهر وخاصة أثناء التراويح والقيام مع كون الركعات طويلة. وهناك أيضا، من المسلمين من يلتزم المسجد للاعتكاف أثناء العشر الأواخر من رمضان.

مثل هذه الاجتماعات، من التقاليد الدينية والاجتماعية التي تحدث دائما خلال هذا الشهر كله. وهذه السنة سيقع شهر رمضان ما بين نهاية شهر ابريل ونهاية شهر مايو. وخلال هذه الفترة، سيكون كوفيد 19 مستمرا.

الإصابة بكوفيد 19 تتم بواسطة اتصال لصيق أو في مساحة قريبة بين الأشخاص. وذالك لأن الفيروس ينتقل من خلال الرذاذات المتطايرة من التنفس أوبسبب مس الأماكن أو الأدوات التي يندس فيها الفيروس.

من أجل تقليل الآثار الضارة لهذا المرض على الصحة العامة، وضعت دول كثيرة تدابير إبعاد المسافة بين الأشخاص. وذالك بهدف إيقاف إمكانية انتقال هذا المرض الخطير بين الناس عن طريق تخفيض التفاعل بين الاشخاص. وهذه التدابير عبارة عن آليات رقابية أساسية للسيطرة على طرق انتقال الأمراض المعدية وخاصة تلك التي تصيب الجهاز التنفسي. وهذا الانتقال تسببه دائما الاجتماعات الكبيرة للناس.

تدابير إبعاد المسافة بين الأشخاص وخاصة إغلاق المساجد وتشديد الرقابة على أماكن التجمعات العامة وحالات أخرى لتقييد الحركات، ستكون لها انعكاسات مباشرة على اللقاءات الدينية والاجتماعية التي تحدث خلال شهر رمضان.

الموضوع

قامت جميع دول العالم باتخاذ تدابير مختلفة للسيطرة على انتقال مرض كوفيد 19.

 وهذه الوثيقة تهدف إلى تقديم نصائح متعلقة ببعض نواحي ممارسة الصيام والملتقيات الاجتماعية والدينية الجارية، عادة في شهر رمضان وهذه التدابير ليست خاصة برمضان، بل تطال جميع الاجتماعات المشابهة لها على المستوى الوطني.

قرارات مستنيرة حول الغاء أو إقامة اللقاءات الدينية أو الاجتماعية

بكل صراحة، فإنه يجب تغليب نزعة التوجه إلى الغاء الملتقيات الاجتماعية والدينية.

أما منظمة الصحة العالمية فإنها تطالب الاعتماد على إجراء رسمي مبني على تقييم المخاطر، كلما تعلق الأمر بتضييق نطاق التجمعات أو تعديلها أو تأجيلها أو إلغائها. وان أي قرار في هذا المجال، يجب أن يندرج ضمن مقاربة عامة معتمدة لدى السلطات المحلية في سبيل الاستجابة لمتطلبات مواجهة هذه الجائحة

إذا كان خيار الغاء الملتقيات الاجتماعية والدينية هو المطروح، فستكون هناك بدائل إلكترونية يمكن أن تحل محلها عن طريق وسائل إعلامية إخرى مثل التلفزيون أو الراديو أو وسائل التواصل الاجتماعي

أما إذا تم اعطاء الرخصة بإقامة هذه التجمعات في رمضان، فإنه يجب اخذ التدابير اللازمة للحيلولة دون انتقال كوفيد 19 بين المجتمعين

يجب أن تكون السلطات المختصة في مجال الصحة هي المصدر الرئيسي للاخبار والنصائح المتعلقة بابعاد المسافة بين الاشخاص وكذالك بقية التدابير الراجعة إلى كوفيد 19 خلال شهر رمضان. ويجب ضمان احترام هذه التدابير.

يجب اشراك قادة الراي الدينيين، بصفة مبكرة، في مسار اخذ القرار، وذلك كي يقوموا بالدور اللازم في مجال مخاطبة الجماهير وتوعيتهم حول جميع القرارات المتعلقة بدخول رمضان. ومن المهم جدا وضع إستراتيجية إعلامية جيدة لبيان الاسباب الداعية إلى اخذ هذه القرارات للناس. ويجب تقديم تعليمات واضحة والدعوة إلى ضرورة احترام السياسة الوطنية المتبعة في هذا المجال، والإستراتيجية الإعلامية يجب أن تتضمن رسائل استباقية حول السلوك الجيد الذي يحب مراعاته خلال استمرار الجائحة وكذلك يجب استخدام جميع وسائل الإعلام

اعتبارات عامة

1- نصائح حول إبعاد المسافة بين الاشخاص

– يجب المحافظة على أن لا تقل المسافة الفارقة بين الأشخاص عن متر على الدوام 

– فليسلم الناس بعضهم على بعض بالتحية التي تقبلها العادة الجارية دون التماس بين الاشخاص. فيمكن مثلا التلويح باليد أو هز الرأس او وضع اليد على القلب.

– يمنع الناس من الاجتماع بعدد كبير في أماكن ممارسة بعض الأعمال الملحقة برمضان مثل الأسواق أو الدكاكين أو أماكن الترويح عن النفس

 2- النصائح للأشخاص المحفوفين بمخاطر عالية

– يجب أن يطلب بإلحاح، من الأشخاص الذين يعانون من صحة متدهورة أو من أعراض مرض كوفيد 19 أن يتجنبوا حضور المناسبات وأن يتبعوا التعاليم التي تخص ذوي الأعراض للمرض على المستوى الوطني من حيث مراقبتهم وإدارة أحوالهم.

يجب أن يطلب بإلحاح، من الأشخاص المسنين والذين يعانون من أمراض سابقة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية بما في ذلك مرض السكر وكذلك الأمراض المزمنة للجهاز التنفسي والسرطان، أن لا يحضروا أماكن تجمع الناس. لأن هؤلاء الأشخاص عندهم فقد مناعة كبير تجاه الأمراض الخطيرة وتجاه حالات الوفاة الناتجة  عن كوفيد 19.

3- تدابير لتقليل عدد المجتمعين

التدابير الآتية يجب تطبيقها في جميع الاجتماعات خلال شهر رمضان مثل صلاة الجماعة أو المزارات أو دعوات الإفطار الجماعية.

ا- النصائح المتعلقة بالأماكن

– يجب بذل كل الجهود الممكنة حتى تنعقد الاجتماعات في الخارج. وإذا لم يكن ذلك ممكنا فإنه يجب أن تتوفر في داخل المكان تهوية كافية

– تخفيض مدة الاجتماعات لتقليل فرص نقل المرض

– تقليل حجم الخدمات مع إشراك أقل عدد ممكن تجنبا للاجتماعات الكبيرة

– احترام إبعاد المسافة بين الأشخاص جلوسا وقياما مع أماكن ثابتة حتى في الصلاة والوضوء وأماكن وضع النعال

– ضبط عدد الداخلين في أماكن العبادة والمزارات وغيرها دخولا وخروجا. وكل هذا لضمان وجود مسافة تحقق الأمن في كل زمان ومكان.

– السعي للحصول، مسبقا، على الأرقام التي يمكن الاتصال بواسطتها في حال سقوط بعض الناس مرضى أثناء النشاط لدعوة المؤهلين لإثبات المرض ونقلهم.

ب -الدعوة إلى التزام قواعد الصحة الشخصية

المسلمون يتوضؤون قبل الصلاة، مما يساهم على التزام قواعد الصحة. ويجب أيضا احترام قواعد الصحة الإضافية التالية:

-العمل على تزويد مغاسل الأيدي بالماء والصابون وإعداد مواد معقمة للأيدي مع الكحول بنسبة لا تقل عن سبعين بالمائة، وأن تكون هذه المعدات متوفرة لدى أبواب المساجد وفي داخلها

– ضمان توفير المناديل القابلة للاستعمال مرة واحدة وصناديق للقمامات مزودة بالبطانة والغطاء وضمان إزالة القمامات

– تشجيع حمل السجادات الفردية ووضعها على الفرش في المسجد

– إعداد ملصقات تحتوي على نصائح حول إبعاد المسافة بين الأشخاص ونظافة الأيدي ولاصقة التنفس وكذلك رسائل عامة عن التوعية حول كوفيد 19

ج – تنظيف أماكن العبادة والبنايات والمواقع

– القيام بالتنظيف الروتيني للأماكن التي يجتمع فيها الناس، قبل وبعد دخولهم فيها وذلك باستخدام المواد المنظفة والمعقمة

– لا يد من السهر في المساجد على نظافة الأماكن والمواضيء وعلى احترام قواعد الصحة العامة والتنظيف

– تنظيف الأدوات التي تلمس عادة، مع المواد المنظفة والمعقمة، مثل مقابض الأبواب والأزرار والمفاتيح ودرج السلالم

د- عند تقديم الصدقات

عندما يقوم بعض المسلمين بتقديم الصدقة أو الزكاة إلى المحتاجين خلال رمضان، فعليهم أن يحترموا إبعاد المسافة بين الأشخاص

-لتجنب التصاق الناس عند اجتماعهم في حفلات الإفطار. فإنه يجب تقديم الطعام في صحون فردية معلبة مسبقا. ويجب احترام إبعاد المسافة بين الأشخاص عند إعداد طعام الإفطار أو جمع مواده أو تعليبه أو خزنه أو عند التوزيع مهما كانت الجهة التي تقوم بذلك

ه – السعادة في رمضان

-الصوم

لم توجد أية دراسة تدل على أن الصيام عامل خطر للاصابة بكوفيد 19. لأجل هذا فإن الأشخاص الأصحاء يمكنهم أن يصوموا هذه السنة، كما كانوا يصومون في السنوات الماضية تماما. أما المصابون بمرض كوفيد 19، فيمكنهم أن يستأذنوا العالم الديني بخصوص رخصة الإفطار على أساس مشورة الطبيب كما هو الحال مع بقية الأمراض

-التمرينات البدنية

كثيرون من الناس يقللون من أنشطتهم البدنية مع استمرار مرض كورونا 19. وإذا كانت الظروف المقيدة للحركات تسمح بذلك، فإنه يمكن القيام بالتمرينات البدنية مع احترام إبعاد المسافة ونظافة الأيدي. بدل القيام بالتمرينات البدنية في الهواء الطلق، فإنه يستحسن أن يتم هذا التمرين البدني داخل أجواء مغلقة أو متابعة برامج التمرين البدني عن بعد

و- التغذية الجيدة

تغذية جيدة وترطيب البدن بالحفاظ على سوائله، من الأمور المهمة خلال شهر رمضان ويجب على الناس أن يتناولوا غداء متنوعا مع تجنب الأغذية التي تم تحويلها بالإضافة إلى شرب كثير من الماء.

ز – استخدام التبغ

استخدام التبغ شيء يجب منعه في كل الظروف وخاصة خلال رمضان وظرف كوفيد19. المدخنون المتعودون يصابون عادة بأمراض رئوية أو تكون القدرة الرئوية عندهم ضعيفة. وهذه المشاكل الصحية عند المدخنين تعرضهم لخطر كبير للإصابة بكوفيد 19 في شكله الأخطر.عندما يدخن الإنسان فإن أصابه المتلوثة بالتبغ، تمس شفتيه. وكل هذا يسهل دخول الفيروس إلى الجهاز التنفسي. وعندما يستخدم المدخن الغليون فإن مسالك التبغ يمكن أن تسهل أيضا انتقال الفيروس

ح -العناية بالصحة العقلية والنفسية

يجب على المسلمين أن يطمئنوا على أنهم سيتمكنون من القيام بكل ما كانوا يقومون به خلال شهر رمضان. فسيصومون ويصلون ويتاملون ويغيرون سلوكياتهم وفق روح رمضان. والشيء الذي يتغير هو طريقة القيام بهذه الأمور، إذ عليهم أن يحترزوا ويحترموا إبعاد المسافة. ولا بد أن يسهر أفراد الأسرة والأصدقاء والأشخاص الكبار لتطبيق إبعاد المسافة بين الأشخاص ومن المهم اللجوء إلى التبادل والتفاعل عبر وسائل الإتصال الرقمية ولوحات المفاتيح. ويمكن تقديم أدعية خاصة للمرضى مع الطمئنة لهم وبعث الأمل والرجاء فيهم. والقيام بأعمال أخرى متعلقة برمضان مع الحفاظ على الصحة العامة

ط – تجنب الانسياق لما يؤدي إلى العنف الأسري

حبس الناس في منازلهم وتقييد حرياتهم الحركية، قد يزيد من فرص وعوامل العنف الأسري وخاصة ضد النسوة والأطفال والأشخاص المهمشين. وينتظر من قادة الرأي الدينيين أن يقوموا بتوعية للناس ضد مخاطر العنف الأسري وأن يقوموا بدعم الضحايا وتشجيعهم على طلب النجدة

كلمة الشكر

شكرا للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة بحر الأبيض لكونهم أخذوا المبادرة لإنتاج هذه التوجيهات وتحت اشرافهم.

المصادر

1- منظمة الصحة العالمية، الاعتبارات والتوصيات العملية الموجهة إلى قادة الرأي الدينيين والتجمعات الدينية تحت ظرف كوفيد 19،- النشر، أداة تقييم المخطر، شجرة القرار

الموقع:

(https:ww.who/int/emergencies/disease/novel-coronavirus-2019/technikal-guidance/points d’entrée et rassemblements de masse)

منظمة الصحة العالمية مستمرة في المتابعة عن كثب للوضع ترقبا لحدوث أي تغيير يمكن أن يؤثر على هذه التوجيهات المؤقتة. إذا حدث تغيير ما في بعض العوامل، فإن منظمة الصحة العالمية ستعدل الوثيقة للتكيف مع ذالك التغيير. وإذا لم يحدث أي تغيير فإن الوثيقة تبقى صالحة للاستعمال لمدة سنتين بعد إصدارها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.